(٢) لقد ذكر الطبري مقتله ضمن أحداث سنة ١٢٦ هـ ولكن خليفة ذكر وفاته ضمن أحداث سنة ١٢٥ هـ والخلاف ليس كبيرًا لأنهما متقفان على أن مقتله كان في أول عهد الوليد بن يزيد فقد قال خليفة: وفي سنة خمس وعشرين ومئة كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر فقدم عليه، فدفع إليه خالد بن عبد الله القسري ومحمدًا وإبراهيم ابني هشام بن إسماعيل المخزوميين وأمره بقتلهم فحدثني إسماعيل بن إبراهيم العتكي قال: حدثني السري بن مسلم أبو بشر بن السري قال: رأيتهم حين قدم بهم يوسف بن عمر الحيرة وخالد في عباءة في شق محمل فعذّبهم حتى قتلهم [تأريخ خليفة / ٢٣٦].
خلاصة القول في الوليد بن يزيد بن عبد الملك (١٢٥ - ١٢٦ هـ) أكدت الروايات التأريخية التي ذكرنا والمصادر التأريخية المتقدمة والمتأخرة أن الوليد بن يزيد الذي لم يدم حكمه أكثر من سنة وشهرين كان فاسقًا شروبًا للخمر مستهترًا ظالمًا عذّب كثيرًا من أقاربه وأمراء سلفه هشام بن عبد الملك رحمه الله. وإليك أخي القارئ الكريم آراء الأئمة المؤرخين فيه: قال الطبري: وكلان شاعرًا شروبًا للخمر [تأريخ الطبري ٧/ ٢٥٣] وقال ابن خلدون: ولما ولي الوليد لم يقلع عما كان عليه من الهوى والمجون [تأريخ ابن خلدون ٣/ ١٢٨]. وقال الذهبي: مقت الناس الوليد بن يزيد لفسقه وتأثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه [تأريخ الإسلام حوادث السنوات / ١٢١ - ١٤٠ هـ / ص ٢٩١]. وقال ابن كثير: لكن الذي يظهر أنه كان عاصيًا شاعرًا ماجنًا متعاطيًا للمعاصي [البداية والنهاية ٧/ ٤٣٩]. ولقد أخذنا على أنفسنا أن لا نميل مع الهوى ونحاول جهدنا أن نصل إلى حقيقة الواقعة =