ثم يذكر ابن خلدون رواية عن شبيب بن شبة قال: كنا جلوسًا عند المهدي فذكر الوليد ... الرواية) وفيها [لقد أخبرني عنه (الكلام للفقيه ابن علانة) من كان يشهده في ملاعبه وشربه ويراه في طهارته وصلاته فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه المصيبة المصبغة ثم يتوضأ بثياب بيض نقية فيلبسها ويشتغل بربه أترى هذا فعلٍ من لا يؤمن بالله؟ فقال المهدي: بارك الله عليك يابن علانة وإنما كان الرجل محسودا في خلاله ومزاحمًا بكبار عشيرته بيته وبني عمومته مع ما كان يصاحبه من الأشرار، حتى أوجد لهم به السبيل على نفسه وكان من خلاله قرض الشعر ونظم الكلام البليغ] (ابن خلدون ٣/ ١٢٨) ولهذه الرواية ما يؤيدها عند الطبري من رواية ذكرناها في قسم المسكوت عنه (٧/ ٢٤٦) وفيه يردّ الوليد على أبناء عمومته الذين حاصروه: ألم أزد في أعطياتكم ألم أرفع المؤن عنكم ألم أعط فقراءكم ألم أخدم زمناكم؟ فقال (أي يزيد بن عنبسة السكسكي) إنا ما ننقم عليه في أنفسنا ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرَّم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله، قال حسبك يا أبا السكاسك فلعمري لقد أكثرت وأغرقت وإنّ فيما أُحلّ لي لسعة عما ذكرت. قلت ويؤيد ما ورد في هذا المتن من زيادته في عطائهم وخدمة مرضاهم وزمناهم ما أخرجه البلاذري من طريق المدائني عن الهيثم ومسلمة قالا: استعمل الوليد بن يزيد العمال وجاءته البيعة من الآفاق فأجرى على زمنى أهل الشام وعميانهم وكساهم وأمر لكل إنسان منهم بجائزة وخادم يخدمه وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسى وزاد في أعطياتهم عشرات نقصهم إياها يزيد بن الوليد بعد ذلك فسمي يزيد الناقص [كتاب جمل من أنساب الأشراف / ٨/ ٣٧٥٩]. قلت والهيثم متروك إلا أن متابعه مسلمة بن محارب أخباري مأمون. ومن باب عدم بخس =