للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هزَمَه شبيب، وأصيب صالحُ بن مسرّح يوم الثلاثاء لثلاثَ عشرة بقيتْ من جُمادَى الأولى من سنته (١). (٦/ ٢٢١ - ٢٢٣).

خبر دخول شبيب الكوفة وما كان من أمره مع الحجّاج

وفي هذه السنة دخل شبيب الكوفةَ ومعه زوجتُه غزَالة.

* ذكر الخبر عن دخوله الكوفة وما كان من أمرِه وأمرِ الحجَّاج بها والسبب الَّذي دعا شبيبًا إلى ذلك:

وكان السبب في ذلك - فيما ذَكر هشام، عن أبي مِخنَف، عن عبد الله بن علقمة، عن قبيصة بن عبد الرحمن الخَثْعمي - أنّ شبيبًا لمَّا قُتِل صالحُ بنُ مسرّح بالمدبَّج وبايعه أصحابُ صالح، ارتفع إلى أرض الموْصل فلقَي سلامة بن سيَّار بن المضاء التَّيْميّ تَيْم شيبان، فدعاه إلى الخروج معه، وكان يَعرفه قبل ذلك إذ كانا في الدّيوان والمَغَازي، فاشتَرَط عليه سلامةُ أن يَنتخِب ثلاثين فارسًا، ثم لا يغيب عنه إلا ثلاثَ ليال عددًا. ففعل فانتَخب ثلاثين فارسًا، فانْطلق بهم نحو عَنَزة، وإنَّما أرادهم ليَشفي نفسَه منهم لقتلِهم أخاه فَضالة، وذلك أنّ فضالة كان خرج قبل ذلك في ثمانية عشر نَفْسًا حتَّى نزل ماءً يقال له الشَّجرَة من أرضِ الجبال، عليه أثَلة عظيمة، وعليه عَنَزة، فلمَّا رأتْه عَنَزة قال بعضهم لبعض: نقتلهم ثمّ نغدو بهم إلى الأمير فنُعطى ونُحبَى، فأجمعوا على ذلك، فقال بنو نصر أخوالُه: لَعَمر الله لا نساعدكم على قتل وَلَدنا، فنهضت عنَزَةُ إليهم فقاتَلوهم فقَتَلوهم، وأتَوا برؤوسهم عبدَ الملك بنَ مروان، فلذلك أنْزَلهم بانِقيَا، وفرض لهم، ولم تكن فرائضُ قبلَ ذلك إلا قليلة، فقال سلامة بنُ سيَّار، أخو فضالة يَذكُر قتل أخيه وخِذلان أخوالِه إيَّاه:

وما خِلْتُ أخْوَالَ الفَتَى يُسلمونَهُ ... لِوَقْع السلاح قبلَ ما فَعَلتْ نَصْرُ

قال: وكان خروج أخيه فَضالَة قبل خروج صالح بنِ مسرّح وشبَيب.

فلمَّا بايع سلامةُ شبيبًا اشترط عليه هذا الشرط، فخرج في ثلاثين فارسًا حتَّى انتهى إلى عَنزة، فجعل تقتل المحلَّة منهم بعد المحلة حتَّى انتهى إلى فريق منهم


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>