وفيها أمر المهديّ بإقامة البَريد بين مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين مكّة واليمن؛ بغالًا وإبلًا؛ ولم يُقَم هنالك بريدٌ قبل ذلك.
وفيها أخذ داود بن روح بن حاتم وإسماعيل بن سليمان بن مجالد ومحمد بن أبي أيوب المكيِّ ومحمد بن طيفور في الزّندقة، فأقرّوا، فاستتابهم المهديّ وخلّى سبيلَهم، وبعث بداود بن روْح إلى أبيه روح؛ وهو يومئذٍ بالبَصْرة عاملًا عليها، فمنّ عليه، وأمره بتأديبه.
وفيها قدم الوضّاح الشَرويّ بعبد الله بن أبي عبيد الله الوزير - وهو معاوية بن عبيد الله الأشعريّ من أهل الشَّام - وكان الذي يسعى به ابن شَبَابة وقد رُمِيَ بالزندقة. وقد ذكرنا أمره ومقتله قبل.
[ثم دخلت سنة سبع وستين ومائة ذكر الأحداث التي كانت فيها]
وقيل إنّ عيسى بن موسى توفيَ وروح على الكوفة، لثلاث بقِين من ذي الحِجَّة، فحضر رَوْح جنازته، فقيل له: تقدَّم فأنت الأمير، فقال: ما كان الله ليَرى روحًا يصلِّي على عيسى بن موسى، فليتقدّم أكبر ولده، فأبوا عليه وأبى عليهم، فتقدم العباس بن عيسى، فصلّى على أبيه. وبلغ ذلك المهديّ، فغضب على روح، وكتب إليه:
قد بلغني ما كان من نُكوصك عن الصَّلاة على عيسى، أبنفسك، أم بأبيك، أم بجدِّك كنت تصلي عليه! أوليس إنَّما ذلك مقامي لو حضرتُ. فإذا غبتُ كنتَ أنت أولى به لموضعك من السلطان! .
وأمر بمحاسبته، وكان يلي الخراج مع الصَّلاة والأحداث.
وتوفِّيَ عيسى والمهديّ واجدٌ عليه وعلى ولده، وكان يكره التقدّم عليه لجلالته.
وفيها عزل المهدي أبا عبيد الله معاوية بن عبيد الله عن ديوان الرسائل، وولّاه