ونقد آخر يوجه لمتون هذه الأخبار المنكرة وهو أن يعقوب كان كاتبًا لخصم العباسيين فترة من الزمن (كان كاتبًا لإبراهيم بن عبد الله بن حسن) الذي خرج على بني العباس، وكان أبوه داود كاتبًا لنصر بن سيار الأموي، فكيف بمن هذه خلفيته وولاؤه يَعْدِل في وصف العباسيين ويؤخذ بشهادته في ذمّهم؟ علمًا بأنه متهم بوضع الأبيات الشعرية والقصائد على لسان بشار بن برد في هجاء المهدي وما زال يسعى عليه عند المهدي [تأريخ بغداد / ١٤/ ٢٦٢/ تر ٧٥٥٩] فكيف نقبل رواية رجلٍ اتهم بالوضع قبل أن يعزله المهدي؟ وعلى ما يبدو فإن يعقوب هذا تغيّر وسعى به الوشاة فعزله المهدي وكل ذلك ظن وتخمين. والله تعالى أعلم بالأسباب المؤدية إلى عزله.