للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببيوَرْد، يأمره أن يسير إلى شيبان فيقاتله. ففعل، فهزمه بسّام، واتبعه حتى دخل المدينة، فقتِل شيبان وعدّة من بكر بن وائل، فقيل لأبي مسلم: إنّ بسامًا ثائر بأبيه؛ وهو يقتل البريء والسقيم، فكتب إليه أبو مسلم يأمره بالقدوم عليه، فقدم، واستخلف على عسكره رجلًا (١).

[قدوم قحطبة بن شبيب على أبي مسلم]

وفي هذه السنة قدم قحطبة بن شبيب على أبي مسلم خراسان منصرفًا من عند إبراهيم بن محمد بن عليّ، ومعه لواؤه الذي عقد له إبراهيم، فوجّهه أبو مسلم حين قدم عليه على مقدّمته، وضمّ إليه الجيوش، وجعل له العزلَ والاستعمال، وكتب إلى الجنود بالسَّمْع والطاعة.

وفيها وجّه قحطبة إلى نيسابور للقاء نصر؛ فذكر عليّ بن محمد أن أبا الذيّال والحسن بن رشيد وأبا الحسن الجُشَميّ أخبروه أنّ شيبان بن سلمة الحَرُوريّ لما قتِل لحق أصحابه بنصر وهو بنيسابور، وكتب إليه النابي بن سويد العجليّ يستغيث، فوجّه إليه نصر ابنَه تميم بن نصر في ألفين، وتهيأ نصر على أن يسير إلى طُوس، ووجّه أبو مسلم قحطبة بن شبيب في قُوّاد، منهم القاسم بن مجاشع وجَهْور بن مرّار، فأخذ القاسم من قِبَل سرخس، وأخذ جهور من قِبَل أبيورد، فوجّه تميم عاصم بن عمير السغديّ إلى جهْور؛ وكان أدناهم منه، فهزمه عاصم بن عمير، فتحصّن في كبادقان، وأطلّ قحطبة والقاسم على النابي، فأرسل تميم إلى عاصم أن ارحل عن جهور وأقبل؛ فتركه، وأقبل فقاتلهم قحطبة (٢).

[ذكر خبر قتل نباتة بن حنظلة]

وفي هذه السنة قُتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن عمر بن هُبيرة على جُرجان.


(١) هذا إسناد متعدد المخارج ومن رواته زهير بن هنيد (أبو الذيال) صدوق ولم نجد في المتن نكارة، وانظر البداية والنهاية (٨/ ٢٥).
(٢) سبق أن تحدثنا عن هذا الإسناد المركب ولقد وافق خليفة بن خياط ما ذكره الطبري من مسار جيوش العباسيين كما سنذكر ولكن خليفة يكتفي بذلك ويعرض عن ذكر التفاصيل وسيأتي الكلام عن هذا المسار بقيادة قحطبة بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>