للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}، قال: السبيل طريقُ المسافر إذا مرّ بهم، وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث (١). (١: ٢٩٣).

حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدي في خبر ذكره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة الهمدانيّ عن ابن مسعود- وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعث الله الملائكة لتُهلك قومَ لوط، فأقبلت تمشي في صورة رجال شباب؛ حتى نزلوا على إبراهيم فتضيَّفوه، فكان من أمرهم وأمر إبراهيم ما قد مضى ذكرنا إياه في خبر إبراهيمَ وسارة. فلما ذهب عن إبراهيم الروع جاءتْه البشرى، وأطلعته الرسل على ما جاؤوا له، وأنّ الله أرسلَهم لهلاك قوم لوط ناظرهم إبراهيم وحاجَّهم في ذلك كما أخبر الله عنه، فقال: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} (٢). (١: ٢٩٧).

حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهبًا يقول: قال لوط لهم: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}، فوجدَ عليه الرسل وقالوا: إنَّ ركنك لشديد. فلما يئس لوط من إجابتهم إياه إلى شيء مما دعاهم إليه وضاق بهم ذَرْعًا، قالت الرسل له حينئذ: {يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} (٣). (١: ٢٠٠).


(١) قال الشوكاني: والظاهر أنهم كانوا يفعلون ما يكون سببًا لقطع الطريق من غير تقييد بسبب خاص.
(٢) هذا إسناد ضعيف إلا أن تفسيره للآيات صحيح.
(٣) صحيح.
(١/ ٣٠٧): بعد أن ميزنا الصحيح من الضعيف من الآثار الواردة في قصة لوط - عليه السلام - نذكر هنا تفسير ابن كثير للآيات (بعد اختصار وحذف الإسرائيليات).

نَبِيُّ الله لُوْط عَليهِ السَّلام
قال الحافظ ابن كثير: =

<<  <  ج: ص:  >  >>