وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قد كتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة غير زيد بن ثابت أما بمكة فلجميع ما نزل بها لأن زيد بن ثابت أسلم بعد الهجرة وأما بالمدينة فأكثر ما كان يكتب زيد. ولكثرة تعاطيه ذلك أطلق عليه الكاتب بلام العهد كما في حديث البراء بن عازب في حديث الباب. ولهذا قال له أبو بكر: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان زيد بن ثابت ربما غاب فكتب الوحي غيره، وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح. وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين. وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا ..... الحديث) (فتح الباري ١٠/ ٢٧). (١) لقد ذكرنا الروايتين (٤١٦/ ٤١٧) في قسم الضعيف وفي إسنادهما الواقدي وهو متروك ولم نجد رواية صحيحة تؤيد ما ذكره الواقدي سوى ذكر لاسم من أسماء خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ونعني اللجيف). فقد أخرج البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب اسم الفرس والحمار =