للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر بقيّة خبر مسيلمة الكذاب وقومه من أهل اليمامة

٥٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، قال: كان أبو بكر حين بعث عِكْرمة بن أبي جهل إلى مُسيلمة واتبعه شُرَحْبيلَ عجّل عكرمة، فبادر شرحبيل ليذهب بصوتها فواقعهم، فنكبوه، وأقام شُرحبيل بالطريق حيث أدركه الخبر؛ وكتب عكرمة إلى أبي بكر بالذي كان من أمره، فكتب إليه أبو بكر: يا بن أمّ عكرمة، لا أرينَّك ولا تراني على حالها! لا ترجع فتوهن الناسَ؛ امض على وجهك حتى تساند حُذيفةَ وعَرْفجة فقاتلْ معهما أهلَ عُمان ومَهْرة، وإن شغلا فامضِ أنت، ثم تسير وتسيّر جندك تستبرئون مَنْ مررتم به؛ حتى تلتقوا أنتم والمهاجر بن أبي أميَّة باليمن وحضرموت.

وكتب إلى شُرحبيل يأمره بالمقام حتى يأتيَه أمرُه، ثم كتب إليه قبل أن يوجّه خالدًا بأيام إلى اليمامة: إذا قدم عليك خالدٌ، ثم فرغتم إن شاء الله فالحق بقُضاعة؛ حتى تكونَ أنت وعمرو بن العاص على مَنْ أبَى منهم وخالف. فلما قدِم خالدٌ على أبي بكر من البُطاح رضيَ أبو بكر عن خالد، وسَمِع عذْره وقَبِل منه وصدّقه ورضي عنه، ووجَّهه إلى مُسَيلمة وأوعب معه الناسِ. وعلى الأنصار ثابت بن قيس والبَراء بن فلان، وعلى المهاجرين أبو حذيفة وزيد، وعلى القبائل؛ على كلّ قبيلة رجلٌ. وتعجَّل خالد حتى قدم على أهلِ العسكر بالبُطاح، وانتظر البعث الذي ضرب بالمدينة؛ فلمَّا قدِم عليه؛ نهض حتَّى أتى اليَمَامة وبنو حنيفة يومئذ كثير. (٣: ٢٨١).

٦٠ - كتب إليّ السَّريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي عمرو بن العلاء، عن رجال، قالوا: كان عددُ بني حنيفة يومئذ أربعين ألف مقاتل؛ في قُراها وحُجَرها، فسار خالد حتى إذا أظلّ عليهم أسندَ خيولًا لعَقّة والهُذيل وزياد؛ وقد كانوا أقاموا على خَرْج أخرجَه لهم مُسيلمة ليلحقوا به سجاح. وكتب إلى القبائل من تميم فيهم؛ فنفّروهم حتى أخرجوهم من جزيرة العرب، وعجَّل شُرحبيل بن حسنة، وفعل فِعْل عِكْرمة، وبادر خالدًا بقتال مُسيلمة قبل قدوم خالد عليه؛


= فخرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرًا أصابه). اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>