للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والسبي من أحكام الردّة. وأما ما يُحاك حول زواج خالد بامرأة مالك من الخيالات الشائنة فليس إلا صنع يد الكذابين.
ولم يذكر منه شيء بسند متصل فضلًا عن أن يكون مرويًّا برجال ثقات وتزوّج خالد المسبيّة بعد انقضاء عدتها هو الواقع في الروايات عند ابن جرير وابن كثير وغيرهما. ولا غبار على ذلك - لأن مالكًا إن قتل خطأ فقد انقضت عدة امرأته. ثم تزوجت. وإن قتل عمدًا على الردة فقد انقضت عدة امرأته أيضًا فتزوجت فماذا في هذا؟ ! .
ولو صحت رواية قتله لمسلم بغير حق ونزوه على امرأته بدون نكاح لاستحال أن يبعثه أبو بكر رضي الله عنه في قيادة الجيش لبعده رضي الله عنه عن الاعتضاد بفاجر سفاك. وقال الكوثري أيضًا: وأما أداء الصديق ديته من بيت المال فاقتداء بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - مات فيما فعله في وقعة بني جذيمة تهدئة للخواطر، وتسكينًا للنفوس في أثناء ثورانها، مراعاة للأبعد في باب السياسة. وقال الكوثري أيضًا: وأما ما يعزى إلى عمر رضي الله عنه من الكلمات القاسية في خالد، فيكفي في إثبات عدم صحتها قول عمر عند عزله خالدًا (ما عزلتك عن ريبة) بل لو صحّ ذلك عنه لرماه بالجنادل وقتله رجما بالحجارة؛ لأن الإسلام لا يعرف المحاباة (حاشية تأريخ الإسلام للذهبي / عهد الخلفاء الراشدين / تحقيق الدكتور عمر التدمري ٣٤ - ٣٥).
ولنا كلمة أخيرة نوجّهها للذين يريدون النيل من شخصية بطل من أبطال الفتح الإسلامي (خالد بن الوليد رضي الله عنه) نقول لهؤلاء: إن كنتم تتمسكون بالروايات المكذوبة، أو الضعيفة في طعنكم هذا فاعلموا أن فيها ما يردّ كيدكم. وتشير روايات الطبري الضعيفة هذه:
١ - ففي رواية الطبري الضعيفة (٣/ ٢٨٠ / ٨٥) ما يشير إلى تهكم مالك بن نويرة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك واضح من خلال الحوار الذي دار بينه وبين خالد بن الوليد إذ قال مالك: ما إخالُ صاحبكم (يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -) إلا وقد كان يقول كذا وكذا. قال (أي: خالد بن الوليد رضي الله عنه): (أو ما تعده لك صاحبًا)؟ .
٢ - وفي رواية الطبري الضعيفة (٣/ ٢٦٧ / خ ٨٠) ما يشير إلى أنه بقي إلى آخر عهده متحيرًا مترددًا بين الإسلام والردة ولم يبق في بلاد حنظلة شيء يكره إلّا ما كان من مالك بن نويرة ومن تأشَّب إليه بالنكاح، فهو على حاله متحيّر شبح.
٣ - وفي رواية الطبري الضعيفة (٣/ ٢٧٨ / ٨٢) ما يشير إلى أن المسلمين اختلفوا في أمر مالك وأصحابه. وأن حرّاس مالك بن نويرة في تلك الليلة قد فسّروا أو فهموا كلام خالد كما في لغتهم لا في لغة قريش ففي الرواية: (فاختلقت السرية فيهم، وفيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا وصلّوا، فلما اختلفوا فيهم أمر بهم فجلسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء، وجعلت تزداد بردًا، فأمر خالد مناديا فنادى، (أدفئوا أسراكم) وكانت في لغة كنانة إذا قالوا: دثروا الرجل فأدفئوه؛ دِفئُه قتله، وفي لغة غيرهم أدْفِهِ فاقتله، فظن القوم وهي في لغتهم القتل، أنه أراد القتل فقتلوهم، فقتل ضرار بن الأزور مالكًا، وسمع خالد الواعية =

<<  <  ج: ص:  >  >>