للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما وراءك؟ قال: تركت جمعًا من غَطَفان بالجِنَاب قد بعث إليهم عُيينة بن حِصْن ليسيروا إليكم، فدعا رسول الله بشيرَ بن سعد، وخرج معه الدليل حُسَيل بن نويرة، فأصابوا نَعَمًا وشاءً؛ ولقيَهم عبدٌ لعُيينة بن حِصْن فقتلوه، ثم لقوا جمع عُيَينة؛ فانهزم، فلقيَه الحارث بن عوف منهزمًا، فقال: قد آن لك يا عيينة أن تقصر عما ترى (١). (٢٣: ٣).

[عمرة القضاء]

٢٨٤ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن الحسن بن عُمارة، عن الحكَم بن عُتَيبة، عن مِقسَم، عن ابن عباس، قال: اصطفُّوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند دار النَّدْوة لينظروا إليه وإلى أصحابه؛ فلما دخل رسولُ الله المسجد، اضطبع بردائه، وأخرج عَضُدَه اليمنى، ثم قال: رَحمَ الله أمرأ أراهُم اليوم من نفسه قُوَّةً! ثم استلم الركن. وخرج يُهْرولُ ويهرول أصحابه معه حتى إذا واراهُ البيت منهم؛ واستلم الرُّكْن اليمانيّ مشى حتى يستلم الأسود، ثم هَرْوَل كذلك ثلاثة أطواف؛ ومشى سائرها.

وكان ابن عباس يقول: كان النَّاس يظنُّون أنها ليستْ عليهم؛ وذلك أنّ رسولَ الله إنما صنعها لهذا الحيّ من قريش للَّذي بلغه عنهم؛ حتى حج حجَّة الوداع، فرَمَلَها، فمضت السنّة بها (٢). (٣: ٢٣/ ٢٤).

٢٨٥ - قال ابن إسحاق: فأفام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمكّة ثلاثًا، فأتاه حُوَيطِبُ بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل، في نفر من قريش في اليوم الثالث، وكانت قريش وكّلَتْه بإخراج رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنّا، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما عليكم لو تركتموني


(١) ضعيف.
(٢) في إسناده شيخ الطبري ابن حميد وهو ضعيف، والحسن بن عمارة متروك كما قال أحمد ومسلم وأبو حاتم والدارقطني (ميزان الاعتدال ١/ ٥١٤ / ت ١٩١٨) والحديث رواه ابن هشام من طريق ابن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم. (السيرة النبوية ٢/ ٢٥٤). ففي إسناده مبهم، وأما موقف قريش وتصورهم لحال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ففي قسم الصحيح (٢/ ٢٣) فليراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>