للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل شيء أصابوه في أمغيشيا، بلغ سهمُ الفارس ألفًا وخمسمئة، سوى النَّفَل الذي نُفِّلَه أهلُ البلاء. وقالوا جميعًا: قال أبو بكر رحمه الله حين بلغه ذلك: يا معشرَ قريش! -يخبرهم بالذي أتاه-: عدا أسدُكم على الأسد فغلَبه على خراذيله؛ أعجزت النساء أن ينسلن مثل خالد؟ ! (١) (٣: ٣٥٨/ ٣٥٩).

حديث يوم المَقْر وفم فُرات بادَقْلَى

١٣٧ - قال أبو جعفر: كتب إليّ السَّريّ، عن شُعيب، عن سيف، عن محمد، عن أبي عثمان وطلحة، عن المغيرة: أن الآزاذبه كان مرزُبان الحيرة أزمان كسرى إلى ذلك اليوم؛ فكانوا لا يمدُّ بعضُهم بعضًا إلّا بإذن الملك، وكان قد بلغ نصف الشَّرَف، وكان قيمة قَلنْسُوته خمسين ألفًا؛ فلما أخرب خالد أمغيشيا، وعاد أهلها سَكَرات لدهاقين القرى علم الآزاذبه أنَّه غيرُ متروك، فأخذ في أمره وتهيَّأ لحرب خالد، وقدّم ابنه ثم خرج في أثرِه حتى عسكر خارجًا من الحيرة؛ وأمر ابنه بسدّ الفرات، ولما استقلّ خالد من أمغيشيا وحمل الرّجْل في السفن مع الأنفال والأثقال، لم يفجَأ خالدٌ إلّا والسفنُ جوانح، فارتاعوا لذلك، فقال الملّاحون: إن أهلَ فارس فجّروا الأنهار؛ فسلك الماء غير طريقه؛ فلا يأتينا الماء إلّا بسدّ الأنهار، فتعجَّل خالد في خيل نحو ابن الآزاذبه، فتلقَّاه على فمِ العتيق خيلٌ من خيله؛ فجأهم وهم آمنون لغارة خالد في تلك الساعة، فأنامهم بالمقْر، ثم سار من فَوْرِه وسبق الأخبارَ إلى ابن الآزاذبه حتَّى يلقاه وجندَه على فم فرات بادَقْلى؛ فاقتتلوا فأنامهم؛ وفجَّر الفُرات وسدّ الأنهار وسلك الماءُ سبيلَه (٢). (٣٥٩: ٣).

١٣٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمَّد، عن أبي عثمان، وطلحة عن المغيرة، وبحر عن أبيه، قالوا. وحدّثنا عبيدُ الله، قال: حدّثني عمّي، قال: حدثنا سيفٌ عن محمَّد، عن أبي عثمان، وطلحة عن المغيرة، قالا: لمّا أصابَ خالد ابن الآزاذبه على فم فرات بادَقْلَى، قصد للحيرة، واستلحق أصحابه، وسار حتى ينزل بين الخوَرْنَق والنَّجَف، فقدم


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>