للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلًا عالمًا يقال له الخضر، فلما أتيا ذلك المكان، رد الله إلى الحوت روحَه فسرَّب له من الجُدّ حتى أفضى إلى البحر، ثم سلك فجعل لا يسلك فيه طريقًا إلا صار ماء جامدًا، قال: ومضى موسى وفتاه، يقول الله عزّ وجلّ: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَال لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} -إلى قوله-: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}، فلقيا رجلًا عالمًا يقال له: الخِضر، فذُكر لنا أن نبيّ الله قال: إنما سمي الخِضر خضرًا لأنه قعد على فروة بيضاء فاهتزّت به خضراء (١). (١: ٣٧٥/ ٣٧٦).

٦٤٢ / أ- فهذه الأخبار التي ذكرناها عن رسول الله وعن السلف من أهل العلم تنبيء عن أن الخِضرَ كان قبل موسى وفي أيامه، ويدلّ على خطأ قول من قال: إنه أورميا بن خلقيا، لأن أورميا كان في أيام بختنصَّر، وبين عهدي موسى وبختنصّر من المدة ما لا يشكل قدرها على أهل العلم بأيام الناس وأخبارهم؛ وإنما قدمنا ذكره وذكر خبره لأنه كان في عهد أفريدون فيما قيل؛ وإن كان قد أدرك على هذه الأخبار التي ذكرت من أمره وأمر موسى وفتاه أيام منوشهر وملكه، وذلك: أن موسى [إنما] نُبّئ في عهد منوشهر، وكان ملك منوشهر بعد ما ملك جده أفريدون، فكلّ ما ذكرنا من أخبار مَنْ ذكرنا أخباره من عهد إبراهيم إلى الخبر عن الخضر عليهما السلام، فإن ذلك كله -فيما ذكر- كان في ملك بِيُوَراسب وأفريدون، وقد ذكرنا فيما مضى قبل أخبارَ أعمارهما ومبلغهما ومدة كل واحد منهما (٢). (١: ٣٧٦).

[ذكر نسب موسى بن عمران وأخباره وما كان في عهده وعهد منوشهر بن منشخورنر الملك من الأحداث]

٦٤٣ - قد ذكرنا أولاد يعقوب إسرائيل الله وعددهم وموالدهم. فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، قال: ثم إن لاوى بن يعقوب نكح نابتة ابنة ماري بن يشخر، فولدت له عَرشون بن لاوى ومرزى بن لاوى [ومردى بن لاوى] وقاهث بن لاوى. فنكح قاهث بن لاوى فاهى ابنة مسين بن بتويل بن إلياس. فولدت له يصهر بن قاهث، فتزوج يصهر


(١) إسناده مرسل.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>