للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قعد يبنيه، فضجر موسى مما رآه يصنع من التكلف لما ليس عليه صبر، فقال: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا} أي: قد استطعمناهم فلم يُطعمونا، واستضفناهم فلم يُضيفونا، ثم قعدتَ تعمل في غير صنيعة، ولو شئت لأعطيت عليه أجرًا [في عمله] {قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا (٧٨) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} - وفي قراءة أبيّ بن كعب: (كل سفينةٍ صالحةٍ) {غَصْبًا}، وإنما عِبتها لأردّه عنها، فسلمتْ منه حين رأى العيبَ الذي صنعتُ بها. {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَينِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (٨٠) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (٨١) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} -إلى- {مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا}. فكان ابن عباس يقول: ما كان الكنز إلا علمًا (١). (١: ٣٧٣/ ٣٧٤ / ٣٧٥).

٦٤١ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلَمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن عُمارة، عن أبيه، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه! فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى، قال شرب الفتى من ماء الخلد فخلِّد، فأخذه العالم فطابق به سفينة، ثم أرسله في البحر، فإنها لتموج به إلى يوم القيامة، وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب (٢). (١: ٣٧٥).

٦٤٢ - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن قتادة قوله: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَينِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}، ذُكر لنا: أن نبيَّ الله موسى لما قطع البحر وأنجاه الله من آل فرعون، جمع بني إسرائيل فخطبهم فقال: أنتم خيرُ أهل الأرض وأعلمُهم قد أهلك الله عدوكم، وأقطعكم البحر وأنزل عليكم التوراة، قال: فقيل له: إن هاهنا رجلًا هو أعلم منك قال: فانطلق هو وفتاه يوشع بن نون يطلبانه، فتزودا مملوحة في مكتل لهما، وقيل لهما: إذا نسيتما ما معكما لقيتما


(١) شيخ الطبري ضعيف متهم بالكذب عند بعضهم، وعند دراستنا لروايات ابن حميد الرازي هذا في التاريخ وجدناه يروي روايات طويلة كما عند الثقات إلا أنه يأتي بزيادة منكرة ولو يسيرة.
(٢) ضعيف، وإسناده ضعيف جدًّا وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>