الموسم: سنة إحدى واثنتين وثلاث ومئة عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، وسنة أربع عبد الواحد النضري. الصائفة: عبد الرحمن بن سليم الكلبي حتى مات يزيد. الشرط: كعب بن حامد العبسي حتى مات. الخراج والجند والرسائل: "صالح بن جبير الغداني ثم عزله وولّى أسامة بن زيد" مولى لأهل اليمن. الخاتم والخزائن وبيوت الأموال: مطير مولاه. قال حاتم بن مسلم: على الخاتم أسامة بن زيد. الحرس: غيلان ختن أبي معن. قال حاتم: وعلى الحرس أبو مالك السكسكي. حاجبه: خالد مولاه. [تأريخ خليفة بن خياط / ٢١٣ - ٢١٥].
الجدل الدائر حول شخصية الخليفة يزيد بن عبد الملك وسيرته بعد مراجعتنا المتكررة ودراستنا الحثيثة وبإشراف أساتذتنا الأفاضل توصّلنا إلى نتيجة تُسرُّ كل باحث جاد وملتزم يروم الوصول إلى الحقيقة التأريخية، والنتيجة هي أن يزيد بن عبد الملك هو الخليفة المفترى عليه من قبل المتروكين والوضاعين والكذابين الذين ألّفوا حول سيرته الشائعات فجمعها الجمّاعون حتى وصلت إلى أمهات كتب التأريخ وهي تلفيقات لا أصل لها وسنتطرق إليها واحدة تلو الأخرى: أولًا: قصة تعلّق يزيد بن عبد الملك بالجاريتين حبابة وسلامة قصة غير صحيحة سندًا ولا متنًا وللأسباب الآتية: أ - لم ترد من طريق مسند موصول صحيح ولا حسن ولا من مظان الحسن ولا خفيف الضعف. وأصلها في مصدرين تأريخيين متقدمين الأول تأريخ الطبري وقد أخرجه الطبري معضلًا عن المدائني، والمدائني ولد بعد وفاة يزيد بن عبد الملك بربع قرن من الزمان أو أكثر- والمصدر الثاني هو أنساب الأشراف للبلاذري الذي روى هذا الخبر من طريق متروكين كذابين كابن جعدية والهيثم بن عدي وغيرهما فكيف نعتمد على وضاعين ومتروكين في إثبات هذه التهمة على خليفة حكم الأمة لسنين ولم نسمع عالمًا من علماء الأمة كالحسن البصري وغيره يذكر هذه الحادثة علمًا بأن العلماء لم يتوانوا عن نهي الأمراء عن المنكر وتنبيههم إلى كل مخالفة شرعية، والروايات التأريخية شاهدة على ذلك بل إن كثيرًا من هؤلاء العلماء تعرضوا للسجن أو الضرب لكثرة انتقادهم للأئمة الظلمة فكيف سكتوا عن هذه =