وقال أحمد في روايته عن الزهري: مناكير أو كما قال: وقد ظهرت هنا بعض أوهامه عن الزهري فقد زاد عما في الصحيح زيادات لم نجد لها متابعًا أو شاهدًا، والرواية الثانية كذلك من الطريق نفسه (مرسل الزهري) حول الصلح بين معاوية وقيس بن سعد رضي الله عنهما. والرواية الثالثة: في رجوع الحسن والحسين إلى المدينة وإسنادها ضعيف جدًّا، وقد ذكرنا هذه الروايات الثلاث في قسم الضعيف أما هنا فسنذكر أصل القصة في ما جرى من الصلح بين أمير المؤمنين معاوية والسيد الجليل الحسن بن علي رضي الله عنهما. ١ - أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: (استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها - فقال معاوية - وكان والله خير الرجلين -أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الله بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال فمن لي بهذا؟ قالا نحن لك، فما سألهما شيئًا إلا قالا نحن لك به فصالحه فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. (فتح الباري ٥/ ٣٦١). ٢ - ورواية أخرى صحيحة تبيّن بوضوح القصد الإصلاحي لسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه إذ تنازل عن الخلافة لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين ومصداقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" أي بصيغة الإخبار. والحديث الذي أشرنا إليه ابتداءً هو ما أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٧٠) عن جبير بن نفير قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يقولون إنك تريد الخلافة فقال: قد كان جماجم =