وقال الحاكم: صحيح على شرط الشخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وذكره الحافظ ابن كثير من طريق محمد بن سعد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن يزيد قال سمعت جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه قال: قلت للحسن بن علي إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة؟ فقال: كانت جماجم العرب بين يدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله ثم أثيرها ثانيًا في أهل الحجاز. (البداية والنهاية ٨/ ٤٣). ٣ - وأخرج يعقوب بن سفيان قال: حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عون بن موسى سمعت هلال بن خباب: جمع الحسن رؤوس أهل العراق في هذا القصر - قصر المدائن - فقال: إنكم قد بايعتموني على أن تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا. (المعرفة والتأريخ ٣/ ٣١٧). مراجعة لروايات الطبري حول صلح سيدنا الحسن مع سيدنا معاوية رضي الله عنهم أجمعين. قبل أن نبدأ مراجعتنا هذه نود أن نذكر هنا أن مدة خلافة سيدنا الحسن رضي الله عنه متممة للخلافة الراشدة، وذلك للحديث الذي أخرجه الترمذي وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ... " الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث حسن [سنن الترمذي (ح ٢٢٢٦)]. وقال الحافظ ابن كثير في شرحه لهذا الحديث: إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وذلك كماله ثلاثين سنة من موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة. [البداية والنهاية (٨/ ١٦)]. قلنا: والخلافة المشار إليها في الحديث الآنف هي الخلافة الراشدة وإلَّا فإن الخلافة الإسلامية امتدت قرونًا وقد أخبر عليه الصلاة والسلام عن تولي آخرين بيَّنت رواية أخرى عند أبي داود مرفوعًا: "خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه من يشاء". [سنن أبي داود (ح ٤٦٤٦٩)]. وكنا قد انتهينا من تحقيق وتخريج مرويات الطبري فيما يتعلق بالخلفاء الراشدين وصلح الحسن مع معاوية رضي الله عنهما وخلافة سيدنا معاوية في نهاية سنة ١٩٩٨ م وعند مراجعتي للمسودة سنة ١٤٢٢ هـ (٢٠٠١ م) اطلعت على رسالة دكتوراه قيمة كتبها الأستاذ الفاضل الدكتور خالد بن محمد الغيث من جامعة أم القرى [مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري]. وكعادتنا بعد انتهاءنا من كل جزء من أجزاء الطبري فإننا ننظر فيما كتبه المعاصرون سواء =