للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر الخبر عن حرب يزيد بن عمر بن هبيرة بواسط]]

وفي هذه السنة وجّه أبو العباس أخاه أبا جعفر إلى واسط لحرب يزيد بن عمر بن هبيرة؛ وقد ذكرنا ما كان من أمر الجيش الذي لقوْه من أهل خُراسان مع قَحْطبة، ثم مع ابنه الحسن بن قحطبة وانهزامه ولَحاقه بمن معه من جنود الشأم بواسط متحصّنًا بها؛ فذكر عليّ بن محمد عن أبي عبد الله السُّلَميّ عن عبد الله بن بدر وزهير بن هنيد وبشر بن عيسى وأبي السريّ أنّ ابن هبيرة لما انهزم تفرّق الناس عنه، وخلّف على الأثقال قومًا، فذهبوا بتلك الأموال فقال له حوثرة: أين تذهب وقد قتل صاحبهم! امض إلى الكوفة ومعك جند كثير، فقاتلهم حتى تقتل أو تظفر، قال: بل نأتي واسطًا فننظر، قال: ما تزيد على أن تمكّنه من نفسك وتقتَل، فقال له يحيى بن حضين: إنك لا تأتي مروان بشيء أحبّ إليه من هذه الجنود، فالزم الفُرات حتى تقدم عليه؛ إياك وواسطًا؛ فتصير في حصار، وليس


= بإسناد فيه مجهول -ولم نجد عند خليفة أو البغوي أو غيرهما من مؤرخ متقدم ثقة يؤيد هذه التفاصيل سوى ما يدلّ عليه أصل الخبر من إرسال أبي جعفر من قبل أبي العباس إلى أبي مسلم برسالة يُخيّر فيها أبا مسلم في الحكم على أبي سلمة فكان خيار أبي مسلم أن أرسل مرارًا إلى الكوفة فقتله غيلة، وقالوا قتله الخوارج، فقد أخرج البلاذري قال: حدثني أبو مسعود عن الفضل الضبيّ قال كتب أبو العباس بخطه أو بإملائه إلى أبي مسلم كتابًا مع أبي حفص حين وجهه إلى خراسان أنه لم يزل من رأي أمير المؤمنين وأهل بيته الإحسان إلى المعسر والتجاوز عن المسيء ما لم يكد دينًا وإن أمير المؤمنين قد وهب دم حفص بن سليمان لك وترك إساءته لإحسانك إن أحببت ذلك، فلما قرأ أبو مسلم الكتاب وجه مرار بن أنس إلى الكوفة لقتل حفص حيث ثقفه وكتب أنه لا يتم إحسان أحد حتى لا تأخذه في الله لومة لائم وقد قبلت من أمير المؤمنين وآثرت الانتقام له. فقتل مرار أبا سلمة غيلةً وقيل قتله الخوارج وأمر أبو العباس أخاه يحيى بن محمد بالصلاة عليه. [أنساب الأشراف ٣/ ١٥٥] تحقيق الدوري.

<<  <  ج: ص:  >  >>