للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِبَله مظلمة أو حقّ، فأطلقوا، فكان ممَّن أطلِق من المَطْبَق يعقوب بن داود مولى بني سُليم، وكان معه في ذلك الحبس محبوسًا الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (١).

* * *

وفيها حوّل المهديّ الحسن بن إبراهيم من المطبق الذي كان فيه محبوسًا إلى نصير الوصيف فحبسه عنده (٢).

ذكر الخبر عن سبب تحويل المهديّ الحسن بن إبراهيم من المطبق إلى نُصير

ذكر أن السبب في ذلك، كان أن المهديّ لما أمرَ بإطلاق أهل السجون على ما ذكرت، وكان يعقوب بن داود محبوسًا مع الحسن بن إبراهيم في موضع واحد، فأطلق يعقوب بن داود، ولم يُطلق الحسن بن إبراهيم، ساء ظنه، وخاف على نفسه، فالتمس مخرجًا لنفسه وخلاصًا، فدسّ إلى بعض ثقاته، فحفر له سَرَبًا من موضع مُسَامت للموضع الذي هو فيه محبوس، وكان يعقوب بن داود بعد أن أطلِق يُطيف بابن علاثة - وهو قاضي المهديّ بمدينة السَّلام - ويلزمه، حتَّى أنس به، وبلغ يعقوب ما عزم عليه الحسن بن إبراهيم من الهرب، فأتى ابن عُلاثة، فأخبره أن عنده نصيحة للمهديّ، وسأله إيصاله إلى أبي عبيد الله، فسأله عن تلك النصيحة، فأبى أن يخبره بها، وحذّره فوتَها، فانطلق ابن عُلاثة إلى أبي عبيد الله، فأخبره خبر يعقوب وما جاء به، فأمره بإدخاله عليه؛ فلما دخل عليه مسألة إيصاله إلى المهديّ، ليعلمه النّصيحة التي له عنده، فأدخله عليه، فلما دخل على المهديّ شكر له بلاءه عنده في إطلاقه إياه ومَنِّه عليه، ثم أخبره أنّ له عنده نصيحة، فسأله عنها بمحضر من أبي عبيد الله وابن عُلاثة، فاستخلاه منهما، فأعلمه المهديّ ثقته بهما، فأبى أن يبوحَ له


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٧٧).
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>