بالثَّنيتيْن - ثَنِيَّة طوىً وثنيّة الحجُون - فكان ينقَل ماؤها فيوضَع في حوض من أدَم إلى جَنْب زمزمَ ليُعْرف فضلُه على زَمْزَم.
قال: ثمّ غارت البئر فذهبتْ فلا يُدرَى أين هيَ اليوم (١). (٦/ ٤٤٠)
[ثم دخلت سنة تسعين ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]
خبر صلح قتيبة مع السُّغْد
وفي هذه السنة جدّد قتيبةُ الصلحَ بينه وبين طَرْخون مَلِك السُّغْد.
* ذكر الخبر عن ذلك:
قال عليّ: ذَكَر أبو السَّريّ عن الجَهم الباهليّ، قال: لما أوقع قتيبة بأهل بُخارَى ففضّ جمعهم هابَه أهلُ السُّغْد، فرجع طَرْخون مَلك السُّغد ومعه فارسان حتى وقف قريبًا من عسكر قُتيبة وبينهما نَهر بُخارى، فسأل أن يبعث إليه رجلًا يكلمه، فأمر قتيبةُ رجلًا فدنا منه.
وأما الباهليّون فيقولون: نادى طَرْخونُ حيّانَ النَّبَطِيّ فأتاه، فسألهم الصّلح على فِدْية يؤدّيها إليهم، فأجابه قتيبة إلى ما طَلَب، وصالحه، وأخذ منه رَهْنًا حتى يبعثَ إليه بما صالحه عليه، وانصرف طرخون إلى بلاده، ورجع قتيبةُ ومعه نِيزَك. (٦/ ٤٤٥).
* * *
[خبر فتح الطالقان]
وفي هذه السنة، أوقع قتيبة بأهل الطالقَان بخراسان - فيما قال بعض أهل الأخبار - فقتل من أهلها مقتلةً عظيمة، وصلب منهم سِمَاطيْن أربعة فراسخَ في نظام واحد.
(١) خبر منكر، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي، وهو من وضع الواقدي، وقال ابن كثير: وهذا الكلام يقتضي كفرًا إن صح عن قائله، وعندي أن خالد بن عبد الله القسري لا يصح عنه هذا الكلام (٧/ ٢٢٧).