للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم أبو معشر: أنّ فتح قُبرس كان في هذه السنة، وقد ذكرت من خالفه في ذلك (١). (٤: ٣٢٩).

[ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ذكر خبر اجتماع المنحرفين على عثمان]

٧٨٧ - مما كتب إليّ به السريّ عن شعيب، عن سيف، عن المستنير بن يزيد، عن قيس بن يزيد النَّخَعى، قال: لما رجَّع معاوية المسيَّرين، قالوا إن العراق والشأم ليسا لنا بدار؛ فعليكم بالجزيرة. فأتوْها اختيارًا. فغدا عليهم عبد الرحمن بن خالد، فسامهم الشدّة، فضرِعوا له وتابعوه. وسرّح الأشتر إلى عثمان، فدعا به، وقال: اذهب حيث شئت، فقال: أرجعُ إلى عبد الرحمن، فرجع. ووفَد سعيدُ بن العاص إلى عثمان في سنة إحدى عشرة من إمارة عثمان. وقبْل مخرج سعيد بن العاص من الكوفة بسنة وبعض أخرى بعث الأشعثَ بن قيس على أذْرَبيجان، وسعيدَ بن قيس على الرّيّ، وكان سعيد بن قيس على هَمذان، فعُزل وجعل عليها النُّسَير العجليّ، وعلى أصبهان السائب بن الأقرع، وعلى ماهَ مالك بن حَبيب اليربوعيّ، وعلى الموصِل حكيم بن سلامة الحِزاميّ، وجرير بن عبد الله على قَرْقِيسياء، وسلْمان بن ربيعة على الباب؛ وعلى الحرب القعقاع بن عمرو، وعلى حُلوان عُتَيبة بن النَّهاس، وخَلت الكوفة من الرؤساء إلَّا منزوعًا أو مفتونًا. فخرج يزيد بن قيس وهو يريد خَلْع عثمان، فدخل المسجد، فجلس فيه، وثاب إليه الذين كان فيه ابن السوداء يكاتبهم، فانقضّ عليه القعقاع، فأخذ يزيدَ بن قيس، فقال: إنما نستعفي من سعيد، قال: هذا ما لا يعرَض لكم فيه، لا تجلس لهذا ولا يجتمعُنّ إليك، واطلب حاجتك، فلعمري لتُعطَينّها. فرجع إلى بيته واستأجر رجلًا، وأعطاه دراهم وبغلًا على أن يأتيَ المسيَّرين. وكتب إليهم: لا تضعوا كتابي من أيديكم حتى تجيئوا، فإنّ أهل المصر قد جامعونا. فانطلق الزجل، فأتى عليهم وقد رجع الأشتر؛ فدفع إليهم الكتاب، فقالوا: ما اسمك؟ قال: بُغْثُر، قالوا: ممن؟ قال: من كَلْب، قالوا: سبع ذليل يبغثر النفوس؛ لا حاجة لنا بك. وخالفهم الأشتر، ورجع عاصيًا،


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>