للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاويةُ أن يقول: حاجتك؟ فيقول: لا حاجة لي؛ فلما أكثر عليه، قال: تردّ عليّ من حَرّ البصرة لعلّ الصوم أن يشتدّ عليّ شيئًا، فإنه يخِفّ يرّ في بلادكم (١). (٤: ٣٢٧/ ٣٢٨).

٧٨٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي حارثة، وأبي عثمان، قالا؛ لما قدم مسيَّرة أهل الكوفة على معاوية؛ أنزلهم دارًا، ثم خلا بهم، فقال لهم وقالوا له، فلما فرغوا قال: لم تُؤْتَوْا إلَّا من الحمْق، والله ما أرى منطقًا سديدًا، ولا عذرًا مبينًا، ولا حلمًا ولا قوّة؛ وإنّك يا صعصعة لأحمقهم! اصنعوا وقولوا ما شئتم ما لم تَدَعوا شيئًا من أمر الله؛ فإنّ كلّ شيء يحتمل لكم إلَّا معصيته، فأما فيما بيننا وبينكم فأنتم أمراء أنفسكم. فرآهم بعدُ وهم يشهدون الصلاة، ويقفون مع قاصّ الجماعة، فدخل عليهم يومًا وبعضهم يقرئ بعضًا، فقال: إنّ في هذا لخَلفًا مما قدمتم به عليّ من النِّزاع إلى أمر الجاهلية؛ اذهبوا حيث شئتم، واعلموا: أنكم إن لزمتم جماعتكم؛ سعدتم بذلك دونهم؛ وإن لم تلزموها؛ شقيتم بذلك دونهم؛ ولم تضرُّوا أحدًا، فجزَوْه خيرًا، وأثنوْا عليه، فقال: يا بن الكوّاء! أيّ رجل أنا؟ قال: بعيد الثرى، كثير المرعى، طيّب البديهة، بعيد الغوْر، الغالب عليك الحلم، ركن من أركان الإسلام، سُدّت بك فُرجة مخوفة. قال: فأخْبِرني عن أهل الإحداث من أهل الأمصار فإنك أعقل أصحابك؛ قال: كاتبتُهم وكاتبوني، وأنكروني وعرفتهم؛ فأما أهلُ الإحداث من أهل المدينة فهم أحرصُ الأمّة على الشرّ، وأعجزه عنه. وأما أهلُ الإحداث من أهل الكوفة فإنّهم أنظر الناس في صغير، وأركبه لكبير. وأمّا أهلُ الإحداث من أهل البصرة، فإنهم يَرِدون جميعًا، ويصدرُون شتّى، وأما أهل الإحداث من أهل مصر فهم أوْفى الناس بشرّ، وأسرعه ندامة؛ وأما أهل الإحداث من أهل الشأم فأطوع الناس لمرشدهم، وأعصاه لمغويهم (٢). (٤: ٣٢٨/ ٣٢٩).

وحجّ بالناس في هذه السنة عثمان.


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>