للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني عبد الملك بن قريب الأصمعي قال رأيت الرشيد أمير المؤمنين بطوس متقلدًا سيفًا فقال لي يا أصمعي ألا أريك ذا الفقار؟ قلت بلى جعلني الله فداك قال: استل سيفي فاستللته فرأيت فيه ثمان عشرة فقارة (١).

وفي هذه السنة استخلف عيسى بن موسى على المدينة كثير بن حصين حين شخص عنها بعد مقتل محمد بن عبد الله بن حسن، فمكث واليًا عليها شهرًا ثم قدم عبد الله بن الربيع الحارثي واليًا عليها من قبل أبي جعفر المنصور (٢).

وفي هذه السنة ثارت السودان بالمدينة بعبد الله بن الربيع فهرب منهم (٣)

قال وحدثني عثامة بن عمرو السهمي قال: حدثني المسور بن عبد الملك قال لما حبس ابن الربيع أبا بكر بن أبي سبرة وكان جاء بجباية طيئ وأسد فدفعهما إلى محمد؛ أشفق القرشيون على ابن أبي سبرة، فلما خرج السودان على ابن الربيع خرج ابن أبي سبرة من السجن فخطب الناس ودعاهم إلى الطاعة وصلّي بالناس حتى رجع ابن الربيع (٤).


(١) الأصمعي ثقة عن ابن معين كما ذكرنا أنفًا وخلاصة الخبر والذي قبله (في الضعيف) أن ذا الفقار (السيف المعروف) الذي قد ورثه محمد ذي النفس الزكية وبالنتيجة وقع في يدي خلفاء بني العباس انتهاءً بالرشيد. والله تعالى أعلم.
(٢) انظر قوائم الولاة والقضاة فيما بعد.
(٣) انظر تعليقنا الآتي.
(٤) هذان خبران يعتضدان ببعضهما ويؤيدهما ما ذكر مصعب الزبيري صاحب كتاب نسب قريش - وأما المنسور بن عبد الملك فهو مقبول من السابعة وأما عثامة والحارث بن إسحاق فلم نجد لهما ترجمة ويؤيد أصل الخبرين من دعوة ابن أبي سبرة إلى طاعة أمير المؤمنين أبي جعفر بعد مقتل ذي النفس الزكية ووقوع ابن أبي سيرة في الأسر أقول يؤيد هذا ما قاله مصعب الزبيري: خرج محمد بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة على المنصور =

<<  <  ج: ص:  >  >>