لِقَاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغابة؛ وفيها رجلٌ من بني غِفَار وامرأته، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللّقاح (١). (٢: ٥٩٥).
[غزوة ذي قرد]
٢٣٧ - رجعِ الحديث إلى حديث ابن إسحاق. ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله -يعني: مع سلمة بن الأكوع- معه فرس له يقوده، حتى إذا علا على ثنيَّة الوَدَاع نظر إلى بعضِ خيولهم، فأشرف في ناحية سَلْع، ثم صرخ: واصَبَاحاه! ثم خرج يشتدّ في آثار القوم -وكان مثل السَّبُع- حتى لحِق بالقوم، فجعل يرُدُّهم بالنّبل، ويقول إذا رمى:"خُذها مني وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع".
فإذا وُجِّهتِ الخيل نحوه، انطلق هاربًا، ثم عارضهم؛ فإذا أمكنه الرميُ رَمى، ثم قال:
خُذْها وأنا ابن الأكوع ... واليومُ يوم الرضّع
قال: فيقول قائلهم: أوَيكعنا هو أول النهار.
قال: وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صياحُ ابن الأكوع؛ فصرخ بالمدينة: الفزع الفزع! ؛ فتتامَّتِ الخيول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان أوّلَ من انتهى إليه من الفرسان المقداد بن عمرو.
ثم كان أول فارس وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد المقداد من الأنصار عبَّاد بن بشْر بن وَقْش بن زُغْبَة بن زَعُورا، أخو بني عبد الأشهل، وسعد بن زيد، أَحد بني كعب بن عبد الأشهل، وأسيد بن ظُهَير أخو بني حارثة بن الحارث -يُشكَّ فيه- وعُكَّاشة بن مِحْصَن، أخو بني أسد بن خُزيمة، ومُحْرِز بن نَضْلة، أخو بني أسَد بن خزيمة، وأبو قَتادة الحارث بن رِبْعيّ، أخو بني سَلِمة، وأبو عيَّاش؛ وهو عُبَيد بن زيد بن صامت، أخو بني زُرَيق.
فلمَّا اجتمعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَّر عليهم سعد بن زيد. ثم قال: اخرُجْ في طلب القوم حتى ألحقك في النَّاس.