للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني عن رجال من بني زُرَيق -لأبي عيَّاش: يا أبا عيَّاش! لو أعطيتَ هذا الفرس رجلًا هو أفرسُ منك فلحق بالقوم! قال أبو عيَّاش: فقلت: يا رسول الله، أنا أفرسُ الناس، ثم ضربت الفرس، فوالله ما جرى خمسين ذراعًا حتى طرحني؛ فعجِبت أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لو أعطيته أفرس منك! وأقول: أنا أفرس الناس. فزعم رجال من بني زُريق: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى فرس أبي عَيَّاش مُعاذ بن ماعص -أو عائذ بن ماعص- ابن قيس بن خَلْدة -وكان ثامنًا- وبعض الناس يعدّ سلمة بن عمرو بن الأكوع أحدَ الثمانية، ويطرحُ أسَيد بن ظُهير أخا بني حارثة، ولم يكن سلَمة يومئذ فارسًا، وكان أوّل مَنْ لحق بالقوم على رجليه؛ فخرج الفرسان في طلب القوم، حتَّى تلاحقوا (١). (٦٠١: ٢/ ٦٠٢).


(١) إسناد هذه الرواية ضعيف كما ذكرنا قبل روايتين، وأما بالنسبة للمتن فأول الرواية مع البيت الشعري فصحيح كما ذكرنا قبل رواية ولم نجد لبقية التفاصيل ما يؤيدها من رواية صحيحة.
فخروج المقداد بن عمرو في أول الفرسان ثم تلاحقهم واجتماعهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتأميره - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن زيد عليهم وأمره لسعد بقوله: (أُخرج في طلب القوم حتى ألحقك في الناس).
فقد أخرجه ابن هشام من قول ابن إسحاق بلا إسناد وأخرج الطبراني نحوه في الكبير (ح ٦٢٧٨).
وفيه: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمعنوا في طلب القوم) وفيه (أيضًا): ومن الأنصار سعد بن زيد الأشهلي وهو أمير القوم .. إلى آخر الحديث.
وأورده الهيثمي في المجمع وقال معقبًا: في الصحيح بعضه رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف. (مجمع الزوائد ٦/ ١٤٤) قلنا: وذلك البعض هو ما ذكرنا في الرواية السابقة وما جاء في بداية هذه التكملة والله أعلم.
وأما قصة أبي عياش الزرقي مع ذلك الفرس فقد جاءت في رواية الطبراني السابقة (ح ٦٢٧٨) بلفظ:
أقبلت على فرس لي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس من هو أفرس منك! قال: قلت: أنا أفرس العرب فما جرى الفرس خمسين ذراعًا حتى طرحني وكسر رجلي! فقلت: صدق الله ورسوله، فحملت على فرسي ابن عمي معاذ بن ماعص الزرمي.
وإسناد هذه الرواية ضعيف كما قال الهيثمي (٦/ ١٤٤) بسبب موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>