للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

ففيها كان شخوص المتوكِّل إلى دمشق لعشر بقين من ذي القعدة (١) فضحَّى ببلَد؛ فقال يزيد بن محمد المهلبيُّ حين خرج:

أَظُنُّ الشَامَ تشمت بالعِراقِ ... إِذَا عزم الإِمامُ على انْطلاقِ

فإِن تدَعِ العراقَ وساكِنِيها ... فقد تبْلى المليحةُ بالطَلاقِ

* * *

وفيها مات إبراهيم بن العباس، فولى ديوان الضَّياع الحسن بن مخلَد بن الجرَّاح، خليفة إبراهيم في شعبان، ومات هاشم بن بنَجور في ذي الحجة (٢).

* * *

وحجَّ بالناس فيها عبد الصمد بن موسى (٣).

وحجَّ جعفر بن دينار، وهو والي طريق مكة وأحداث الموسم.

[ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك دخولُ المتوكل دمشق في صفر؛ وكان من لدن شخَص من سامراء إلى أن دخلها سبعة وتسعون يومًا - وقيل سبعة وسبعون يومًا - وعزم على المقام بها، ونقل دواوين الملك إليها، وأمر بالبناء بها فمحرَّك الأتراك في أرزاقهم وأرزاق عيالاتهم، فأمر لهم بما أرضاهم به. ثم استوبأ البلد؛ وذلك أنَّ الهواء بها


(١) انظر المنتظم [١١/ ٣٠٥].
(٢) انظر البداية والنهاية [٨/ ٢١٠] فقد ذكر الخبر نقلًا عن تاريخ الطبري كما هاهنا ثم زاد ابن كثير وهو يعرّف بإبراهيم هذا فقال: الصولي، الشاعر الكاتب المشهور وهو عمُّ محمد بن يحيى الصولي .. ثم ذكر طرفًا من أشعاره ثم ذكر أنه توفي في منتصف شعبان من هذه السنة (٢٤٢ هـ) بِسُرَّ من رأى البداية [والنهاية ٨/ ٢١٠].
(٣) انظر البداية والنهاية [٨/ ٢١٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>