للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام، فحاصَرَهم، فصالحوه على أن يخرجوا ويخلّوه والقصر، فصالحهم (١). (٦/ ٣٤٥).

قال أبو مخنَف: فحدّثني يونسُ بن أبي إسحاقَ أنَّه رآهم يَنزلون من القصر على العَجَل، وفتِح باب القصر لمطر بن ناجية، فازدَحَم الناسُ على باب القصر، فزُحم مَطر على باب القصر، فاخترط سيفَه، فضَرَب به جحْفَلة بغل من بغالِ أهل الشام، وهم يخرجون من القصر، فألقى جحْفلته ودخل القَصْر، واجتمع الناس عليه فأعطاهم مئتي درْهم، قال يونس: وأنا رأيتها تُقسَم بينهم، وكان أبو السقر فيمن أعطِيَها، وأقبل ابنُ الأشعث منهزمًا إلى الكوفة، وتبعَه الناسُ إليها (٢). (٦/ ٣٤٥).

[وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة كانت وقعة دَيْر الجَماجم بين الحجاج وابن الأشعث في قول بعضهم. قال الواقدي: كانت وقعةُ دَيْر الجَماجم في شعبان من هذه السنة، وفي قول بعضهم: كانت في سنة ثلاث وثمانين.

* ذكر الخبر عن ذلك وعن سبب مصير ابن الأشعث إلى دَيْر الجماجم وذكر ما جرى بينه وبين الحجّاج بها:

ذكر هشام عن أبي مخنَف، قال: حدّثني أبو الزبير الهَمْدانيّ ثمّ الأرجيّ، قال: كُنت قد أصابتْني جِراحة، وخرج أهل الكوفة يستقبلون ابنَ الأشَعث حين أقبل، فاستقبلوه بعدما جازَ قنطرَة زبارا، فلما دنا منها قال لي: إن رأيتَ أن تعدل عن الطريق - فلا يرى الناسُ جراحتَك فإني لا أحبّ أن يستقبلهم الجرحى - فافعل، فعدلتُ ودخل الناسُ، فلما دخل الكوفة مالَ إليه أهلُ الكوفة كلهم، وسبقتْ همْدان إليه، فحفّت به عند دارِ عمروِ بنُ حُرَيث إلا طائفةً من تميم لَيْسوا بالكثير قد أتَوا مطرَ بنَ ناجية، فأرادوا أن يقاتِلوا دونَه، فلم يُطيقوا قتالَ الناس، فدعا عبد الرحمن بالسلاليم والعَجل، فوُضِعتْ ليَصعدَ الناسُ القَصْر، فصعِد


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>