للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتب المأمون إلى عماله ووصيته في كتبه]

وفي هذه السنة نُفّذت كتبُ المأمون إلى عمّاله في البلدان: من عبد الله عبد الله الإمام المأمون أمير المؤمنين وأخيه الخليفة من بعده أبي أسحاق بن أمير المؤمنين الرّشيد. وقيل إنّ ذلك لم يكتبه المأمون كذلك؛ وإنما كتب في حال إفاقة من غَشْيَةٍ أصابته في مرضه بالبَدَندُون، عن أمر المأمون إلى العباس بن المأمون، وإلى إسحاق وعبد الله بن طاهر؛ أنه إن حدَث به حدَث الموت في مرضه هذا، فالخليفة من بعده أبو إسحاق بن أمير المؤمنين الرّشيد. فكتب بذلك محمد بن داود، وختم الكتب وأنفذها.

فكتب أبو إسحاق إلى عمّاله: من أبي إسحاق أخِي أمير المؤمنين والخليفة من بعد أمير المؤمنين.

فورد كتاب من أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد إلى إسحاق بن يحيى بن مُعاذ عامله على جند دمشَق يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلتْ من رجب، عنوانه: من عبد الله عبد الله الإمام المأمون أمير المؤمنين والخليفة من بعد أمير المؤمنين أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد: أما بعد؛ فإن أميرَ المؤمنين أمرَ بالكتاب إليك في التقدّم إلى عمّالك في حسن السيرة وتخفيف المؤونة وكف الأذى عن أهل عملك، فتقدم إلى عمّالك في ذلك أشدّ التقدمة، واكتب إلى عمال الخراج بمثل ذلك.

وكتب إلى جميع عماله في أجناد الشام؛ جند حمصْ والأردنْ وفلسطين بمثل ذلك؛ فلما كان يوم الجمعة إحدى عشرة بقيتْ من رَجب صلى الجمعة إسحاق بن


= رابعًا: ورد في المقطع الأخير من الخبر (٨/ ٦٤٥) اسم من كان متوفيًا قبل هذه السنة بعقد من الزمان أو يزيد فهل أُحضِر ميتًا؟ ؟ ! فقد مات النضر بن شميل سنة ٢٠٤ هـ (تقريب التهذيب/ تر ٨٠٣٥) بينما تقول الرواية أن إسحاق بن إبراهيم نائب العراق أشخصه فيمن أشخصهم إلى المأمون سنة ٢١٨ هـ، ورحم الله أئمة الجرح والتعديل إذ بيّنوا التأريخ لتأريخ الولادة والوفاة والرحلات، فتبيّن عوار الروايات الموضوعة.
وكذلك ذكر ابن علية الكبير من بيت العلماء الذين طلبهم المأمون فإن كان يعني به الإمام إسماعيل بن علية فقد توفي أيام الأمين سنة ١٩٣ هـ أي قبل هذه المحنة بـ (٢٥) عامًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>