للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثني إسماعيل بن المتوكل الأشجعيّ، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيمٍ، قال: حدثنا أبو الطفيل قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك، نزل الحِجْر فقال: "أيها الناس لا تسألوا نبيَّكم الآيات، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيَّهم أن يبعث لهم آية، فبعث الله تعالى ذكرهُ لهم الناقة آية، فكانت تلِجُ عليهم يوم وِرْدها من هذا الفجّ فتشرب ماءهم، ويوم وردهم كانوا يتزودون منه، ثم يحلبونها مثل ما كانوا يتزوّدون من مائهم قبل ذلك لبنًا، ثم تخرج من ذلك الفجّ. فعتوا عن أمر ربهم وعقروها، فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام، وكان وعدًا من الله غير مكذوب، فأهلك الله مَنْ كان منهم في مشارق الأرض ومغاربها إلَّا رجلًا واحدًا كان في حرم الله، فمنعه حرم الله من عذاب الله، قالوا: ومَنْ ذلك الرجل يا رسول الله؟ قال: أبو رِغال (١).

(١: ٢٣١/ ٢٣٢).

[ذكر إبراهيم خليل الرحمن - عليه السلام - وذكر من كان في عصره من ملوك العجم]

قال أبو جعفر: رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق.

ثم أقبل عليهم كما قال الله عزّ وجلّ: {ضَرْبًا بِالْيَمِينِ}. ثم جعل يكسرهنّ بفأس


= قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الحجر: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلَّا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم".
وأخرجه أحمد في مواضع في مسنده عن عبد الله بن عمر كما في (ح ٥٩٨٤) عن ابن عمر قال: (لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس عام تبوك نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود ... الحديث وفي آخره (ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا، قال: إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليه".
قلنا: وإسناده صحيح والحديث أخرجه مسلم (ح ٢٩٨١) وابن حبان (ح ٥٩٩١) من مسند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
(١) إسناده ضعيف ولكن المتن صحيح (مختصر عن الذي قبله) فالحديث هنا صحيح لغيره والله أعلم. وسبق أن ذكرنا رواية الإمام أحمد في مسنده (ح ١٤١٦٠) عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح .... الحديث".
وانظر الرواية السابقة فقد ذكرنا الحديث بتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>