قال أبو حفص: قال أبو محمد سعيد بن عبد العزيز: وبلغني: أن الرضين بن عطاء قال: فتح شرحبيل عكا وصور وصفّورية، وقال أبو بشر المؤذن: إن أبا عبيدة وجّه عمرو بن العاص إلى سواحل الأردن فكثر به الروم، وجاءهم المدد من ناحية هرقل وهو بالقسطنطينية فكتب إلى أبي عبيدة يستمده فوجّه أبو عبيدة يزيد وعمرو إلى سواحل الأردن، فكتب أبو عبيدة بفتحها لهما وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسن وأثر جميل. (فتوح البلدان / ١٦٠). ٤ - وقال ابن عساكر (بعد أن ذكر رواية خليفة عن المغيرة في فتح الأردن كلها عنوة خلا طبرية): وقال ابن الكلبي نحوه وقالا (أي: خليفة والكلبي): - وبعث أبو عبيدة خالد بن الوليد فغلب على أرض البقاع وصالحه أهل بعلبك وكتب لهم كتابًا، (تأريخ مدينة دمشق مجلد ٥٣/ ٣٣٦). وكذلك قال ابن كثير: قال خليفة بن خياط: حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه. وهكذا قال ابن الكلبي وقالا (أي: خليفة والكلبي): بعث أبو عبيدة خالدًا فغلب على أرض البقاع وصالحه أهل بعلبك وكتب لهم كتابًا (البدابة والنهاية ٧/ ٢٥).
الأسباب الحقيقية وراء عزل سيدنا عمر لخالد رضي الله عنه: ١ - لقد كتب الله النصر لسيفه المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه في المعارك الواحدة تلو الأخرى حتى أنه أصبح في نظر أعداء الله أسطورة وبطلًا خارقًا فكان قادة الروم يتصورونه سيفًا أنزله الله من السماء على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويبدو: أن سيدنا عمر رضي الله عنه خشيَ أن تنتقل هذه الفكرة إلى أوساط الجيش الإسلامي وتترسخ في أذهانهم فكرة الربط بين الانتصارات هذه وقيادة خالد لجيوش الفتح. ولم يكن عمر يخشى ذلك على الصحابة وإنما من دخل بعدهم ممن دخل الإسلام حديثًا وقد سبق أن ذكرنا رواية ابن سعد أن بعض (أهل الشام) استعجز أبا عبيدة حصار دمشق ورجّح خالد بن الوليد فغضب معاذ وقال: أبأبي عبيدة يُظنّ! والله إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض. وحسن الحافظ إسناده (الإصابة ٣/ ٤٧٧ / ت ٤٤١٨). فأراد عمر رضي الله عنه أن يمحو هذا الوهم من أذهان الناس ويبين لهم عمليًّا أن النصر من عند الله وليس من عند خالد وإنما هو (أي خالد) عامل من بين عوامل كثيرة من عوامل النصر وجندي من جنوده سبحانه لا يحصيها إلا هو {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا هُوَ}. وأخرج خليفة بن خياط من طريق معاذ عن ابن عون عن محمد قال: لما ولي عمر قال: لأعزلن خالدًا حتى يعلم: أن الله إنما ينصر دينه (تأريخ خليفة / ١٢٢) وأخرج ابن سعد في طبقاته الكبرى (٣/ ٢٨٤) أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرنا أيوب =