للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غزا نزار بن محمَّد عامل الحسن بن علي كورة الصائفة، ففتح حصونًا كثيرة للرّوم، وأدخل طَرَسُوس مئة عِلْج وَنيّفًا وستين عِلْجًا من القوامسة والشمامسة وصلبانًا كثيرة وأعلامًا لهم، فوجّهها كورة إلى بغداد (١).

ولاثنتي عشرة خلتْ من ذي الحجَّة وردت كتب التجار من الرَّقة أن الرُّوم وافتْ في مراكب كثيرة، وجاء قومٌ منهم على الظهر إلى ناحية كيْسُون، فاستاقوا من المسلمين أكثر من خمسة عشر ألف إنسان؛ ما بين رجل وامرأة وصبيّ، فمضوا بهم، وأخذوا فيهم قومًا من أهل الذمة (٢).

وفيها قرب أصحاب أبي سعيد الجنابيّ من البصرة، واشتدّ جزع أهل البصرة منهم حتى همّوا بالهرب منها والنقلة عنها، فمنعهم من ذلك واليهم.

وفي آخر ذي الحجّة منها قُتل وصيف خادم ابن أبي الساج، فحملت جثته فصلبت بالجانب الشرقي. وقيل إنه مات ولم يقتَل، فلما مات احتُزّ رأسه.

وحجّ بالناس فيها هارون بن محمَّد المكنى أبا بكر (٣).

* * *

ثمَّ دخلت سنة تسع وثمانين ومئتين ذكر الخبر عن الكائن فيها من الأمور

فمن ذلك ما كان من انتشار القرامطة بَسَواد الكوفة، فوُجّه إليهم شبل غلام أحمد بن محمَّد الطائيّ، وتُقدِّم إليه في طلبهم، وأخذ مَن ظفر به منهم وحملهم إلى باب السلطان. وظفر برئيس لهم يُعرفَ بابن أبي فوارس، فوجّه به معهم، فدعا به المعتضد لثمان بقين من المحرّم، فسأله، ثمَّ أمر به فقلعتْ أضراسه، ثمَّ خُلع بمدّ إحدى يديه - فيما ذكر - ببكْرة، وعُلّق في الأخرى صخرة، وتُرك على حاله تلك من نصف النهار إلى المغرب، ثمَّ قُطعت يداه ورجلاه من غد ذلك


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٤١٦).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٤١٦).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>