إلى ابن عمّه وكان مقيمًا بأرّجان في عسكره يأمره بالانصراف إليه إلى فارس بمن معه.
وفيها ولّى المعتضد مولاه بدرًا فارس، وأمره بالشخوص إليها لمّا بلغه من تغلّب طاهر بن محمَّد عليها، وخلع عليه لتسع خلوْن من جمادى الآخرة، وضمّ إليه جماعةً من القوّاد، فشخص في جيش عظيم من الجند والغلمان.
ولعشر خلوْن من جمادى الآخرة منها خرج عبد الله بن الفتح وأشناس غلام إسماعيل إلى إسماعيل بن أحمد بن سامان بِخِلعٍ من المعتضد حَمَلها إليه، وببَدنَة وتاج وسيف من ذهب مركّب على جميع ذلك جوهر، وبهدايا وثلاثة آلاف ألف درهم، يفرّقها في جيش من جيوش خُراسان، يوجَّه إلى سِجِسْتَان لحرب مَنْ بها من أصحاب طاهر بن محمَّد بن عمرو.
وقد قيل: إن المال الذي وجّهه إليه المعتضد كان عشرة آلاف ألف درهم، وجّه ببعض ذلك من بغداد، وكتب بباقيه على عمّال الجبل، وأمِرُوا أن يدفعوه إلى الرُّسل.
وفي رجب منها وصل بدر مولى المعتضد إلى ما قرب من أرض فارس، فتنحّى عنها مَنْ كان بها من أسباب طاهر بن محمَّد بن عمرو، فدخلها أصحاب بدر، وجبى عمّالُه الخراج بها.
ولليلتين خَلتَا من شهر رمضان منها، ذكر أنّ كتاب عجّ بن حاجّ عامل مكة ورد يذكر فيه أن بني يَعفر أوقعوا برجل كان تغلّب على صنعاء، وذكر أنَّه عَلَويّ وأنهم هزموه، فلجأ إلى المدينة وتحصّن بها، فصاروا إليه فأوقعوا به، فهزموه أيضًا، وأسروا ابنًا له، وأفلت هو في نحو خمسين نفسًا، ودخل بنو يعفر صنعاء وخطبوا بها للمعتضد.
وفيها أوقع يوسف بن أبي الساج وهو في نفر يسير بابن أخيه ديوداد بن محمَّد، ومعه جيش أبيه محمَّد بن أبي الساج، فهرب عسكره، فبقي ديوداد في جماعة قليلة، فعرض عليه يوسف المقام معه، فأبى وأخذ طريق الموصلَ فوافى بغداد يوم الخميس لسبع بَقين من شهر رمضان من هذه السنة، فكانت الوقعة بينهما بناحية أذْرَبيجان.