للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رائحة المسك، أحدهم شابّ له جُمّة، وجبهتُه وأذناه وخدّاه وأنفه وشفتاه وذقنه وأشفار عينيه صحيحة، وعلى شفتيه بلل، كأنه قد شرب ماء؛ وكأنه قد كُحِل، وبه ضربة في خاصرته، فرُدّت عليه أكفانه (١).

وحدثني بعض أصحابنا أنه جذب من شعر بعضهم، فوجده قويّ الأصل نحو قوة شعر الحيّ، وذكر أن التلّ انفرج عن هذه القُبور عن شبه الحوْض من حجر في لون المسنّ، عليه كتاب لا يدرَى ما هو!

وفيها أمِر بطرح المطارد والأعلام والترسة التي كانت في مجالس الشرطة التي عليها اسم عمرو بن الليث، وإسقاط ذكره، وذلك لإحدى عشرة خلت من شوال (٢).

وحجّ بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق الهاشميّ، وكان واليًا على مكة والمدينة والطائف (٣).

* * *

[ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومئتين ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]

فمن ذلك دعاء يازَمان بطرسوس لخمارويْه بن أحمد بن طولون؛ وكان سبب ذلك - فيما ذكر - أن خمارويه وجّه إليه بثلاثين ألف دينار وخمسمئة ثوب وخمسين ومئة دابة وخمسين ومئة ممْطر وسلاح، فلما وصل ذلك إليه دعا له، ثم وجّه إليه بخمسين ألف دينار (٤).


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٢٧٣) والعجيب أن الطبري ذكر هذا الخبر كما ترى إلا أن ابن كثير لم يُشر إلى وجوده في تأريخ الطبري وإنما نسبه إلى المتأخرين من بعده كابن الأثير فقال ابن كثير وذكر ابن الجوزي في منتظمه وابن الأثير في كامله أن في هذه السنة انفرج ... إلخ [البداية والنهاية ٨/ ٢٥٠].
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٢٧٣).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٢٧٣).
(٤) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>