للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن، فاستغاث عبد الله بأهل أردبيل، فمنعوه مما أراد به مَنكجور؛ وبلغ ذلك المعتصم، فأمر الأفشين أن يوجّه رجلًا من قبَله بعزل منكجور، فوجّه رجلًا من قُوّداه في عسكر ضخم؛ فلما بلغ مَنكجور ذلك، خلع وجمع إليه الصعاليك، وخرج من أردبيل، فرآه القائد فواقعه، فانهزم مَنكجُور، وصار إلى حصن من حصون أذْرَبيجان - التي كان بابك أخربها - حَصِيني في جبل منيع، فبناه وأصلحه، وتحصن فيه؛ فلم يلبث إلَّا أقلّ من شهر حتى وثب به أصحابه الذين كانوا معه في الحصن، فأسلموه ودفعوه إلى القائد الذي كان يحاربه؛ فقدم به إلى سامراء، فأمر المعتصم بحبسه، فاتُّهم الأفشين في أمره.

وقيل: إن القائد الذي وُجه لحبرب مَنكجور هذا كان بُغا الكبير.

وقيل: إنّ بغا لمّا لقى منكجور خرج منكجور إليه بأمان.

وفيها مات ياطس الروميُّ، وصُلب بسامراء إلى جانب بابك (١).

وفيها مات إبراهيم بن المهديّ في شهر رمضان وصلّى عليه المعتصم (٢).

وحجّ بالناس في هذه السنة محمد بن داود (٣).

ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائتين ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

فمن ذلك كان قدوم الوَرْثانيّ على المعتصم في المحرّم بالأمان.

وفيها قدم بغا الكبير بمنكجور سامراء.

وفيها خرج المعتصم إلى السِّنّ، واستخلف أشناس.

وفيها أجلس المعتصم أشناس على كرسيّ، وتوّجَه ووشّحه في شهر ربيع الأول.

وفيها أحرِق غنّام المرتَدّ.


(١) انظر البداية والنهاية [٨/ ١٧٦].
(٢) انظر سير أعلام [١٠/ ٥٥٧] والوافي بالوفيات [٦/ ١١٠].
(٣) وكذلك قال خليفة [تأريخ خليفة/ ٣١٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>