للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الرّماد، ثم دعا الله عزَّ وجلّ، فقال: يا ربّ! قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث لهم ما يبيّن لهم، فبعث الله أصحابَ الكهف، فبعثوا أحدَهم يشتري لهم طعامًا، فدخل السوق، فجعل يُنكر الوجوه ويعرف الطرق، ويرى الإيمان بالمدينة ظاهرًا، فانطلق وهو مستخفٍ، حتى أتى رجلًا يشتري منه طعامًا، فلما نظر الرجل إلى الورِق أنكرها - قال: حسبت أنه قال: كأنها أخفاف الرُّبَع -يعني الإبل الصغار - قال له الفتى: أليس ملِككم فلان؟ قال: بل ملكنا فلان، فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك، فسأله فأخبره الفتى خبرَ أصحابه، فبعث الملك في الناس، فجمعهم فقال: إنَّكم قد اختلفتم في الروح والجسد، وإنّ الله عزّ وجل قد بعث لكم آية، فهذا رجل من قوم فلان -يعني ملكهم الذي مضى- فقال الفتى: انطلقوا بي إلى أصحابي، فركب الملك، وركب معه النَّاس، حتى انتهى إلى الكهف، فقال الفتى: دعوني أدخلْ إلى أصحابي، فلما أبصرهم ضرب الله على أذنه وعلى آذانهم، فلمَّا استبطؤوه دخل الملك ودخل الناس معه، فإذا أجساد لا ينكرون منها شيئًا غير أنها لا أرواحَ فيها. فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم (١). (٢: ٩/ ١٠).

قال قَتادة: وغزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة، فمرُّوا بالكهف؛ فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أصحاب الكهف، فقال ابن عباس: لقد ذهبتْ عظامهم منذ أكثر من ثلاثمئة سنة.

قال أبو جعفر: فكان منهم (٢). (٢: ١٠).

يونس بن متّى

٧٩٩ / أ- وقد اختلف السّلَف من علماء أمة نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في ذهابه لربّه مغاضبًا وظنّه أن لن يُقدَر عليه، وفي حين ذلك.

فقال بعضهم: كان ذلك منه قبل دعائه القوم الذين أرسل إليهم، وقبل إبلاغه إياهم رسالة ربِّه؛ وذلك أنّ القوم الذين أرسل إليهم لمّا حضرهم عذاب الله أمر


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>