للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمصير إليهم؛ ليعلمهم ما قد أظلّهم من ذلك، لينيبوا ممَّا هم عليه مقيمون مما يسخَطه الله، فاستنظر ربَّه المصيرَ إليهم، فلم يُنظِرْه، فغضب لاستعجال الله إياه للنفوذ لأمره وترك إنظاره (١). (٢: ١١).

ذكر من قال ذلك:

٨٠٠ - حدَّثني الحارث، قال: حدَّثنا الحسن الأشيب، قال: سمعت أبا هلال محمد بن سُلَيم، قال: حدَّثنا شهر بن حَوْشب، قال: أتاه جبريل عليه السلام -يعني: يونس- وقال: انطلق إلى أهل نينَوى، فأنذِرْهم: أنّ العذاب قد حضرهم. قال: ألتمسُ دابَّة، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: ألتمسُ حذاء، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: فغضب، فانطلق إلى السفينة فركب، فلما ركب احتبست السفينة لا تَقدّمُ ولا تأخَّرُ. قال: فساهموا. قال: فَسُهِم، فجاء الحوت يبصبص بذنبه، فنودي الحوت: أيا حوت! إنا لم نجعل يونس لك رزقًا، إنّما جعلناك له حِرْزًا ومسجدًا، فالتقمه الحوت، فانطلق به من ذلك المكان حتى مرّ به على الأَبُلَّة، ثم انطلق حتَّى مرَّ به على دِجلة، ثم انطلق به حتى ألقاه في نينَوى (٢). (٢: ١٢).

٨٠١ - حدَّثني الحارث، قال: حدَّثنا الحسن، قال: حدَّثنا أبو هلال، قال: حدَّثنا شهر بن حَوْشب، عن ابن عباس، قال: إنّما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت (٣). (٢: ١٢).

٨٠١ / أ- وقال آخرون: كان ذلك منه بعد دعائه مَنْ أرسل إليهم إلى ما أمره الله بدعائهم إليه، وتبليغه إياهم رسالة ربِّه، ولكنّه وعدهم نزول ما كان حذَّرهم من بأس الله في وقت وقّتَه لهم، ففارقهم إذ لم يتوبوا ولم يراجعوا طاعة الله والإيمان، فلما أظلّ القومَ عذابُ الله، فغشيَهم -كما وصف الله في تنزيله- تابوا إلى الله، فرفع الله عنهم العذاب، وبلغ يونس سلامتهم وارتفاع العذاب الذي كان وعدَهموه، فغضب من ذلك، وقال: وعدتهم وعدًا، فكذِّب وعدِي!


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>