للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب مغاضبًا ربَّه، وكره الرجوع إليهم وقد جرَّبوا عليه الكذب (١). (٢: ١٢).

ذكر بعض من قال ذلك:

٨٠١ / ب - حدَّثنا ابن حُمَيد، قال: حدَّثنا سلمَة عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد، عن عبد الله بن أبي سلَمة، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبّاس، قال: بعثه الله تعالى -يعني: يونس- إلى أهل قريته، فردُّوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه، فلما فعلوا ذلك أوْحَى الله إليه: إنِّي مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرُجْ من بين أظهرهم. فأعلَم قومَه الذي وعدهم الله من عذابه إياهم، فقالوا: ارمُقوه، فإن هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم. فلما كانت الليلة التي وُعِدوا العذاب في صبيحتها أدلج وراءه القوم، فحذروا. فخرجوا من القرية إلى بَراز من أرضهم، وفرّقوا بين كلّ دابَّة وولدها، ثم عجّوا إلى الله واستقالوه، فأقالهم. وتنظّر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مرّ به مارٌّ، فقال: ما فعل أهل القرية؟ فقال: فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا: أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض، وفرّقوا بين كل ذات ولد وولدها، ثم عجّوا إلى الله وتابوا إليه، فقبِل منهم، وأخّر عنهم العذاب. قال: فقال يونس عند ذلك وغضب: والله لا أرجع إليهم كذَّابًا أبدًا، وعدتُهم العذاب في يوم، ثم رُدّ عنهم! ومضى على وجهه مغاضبًا لربّه فاستزلّه الشيطان (٢). (٢: ١٣).

٨٠٢ - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدَّثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدَّثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع [بن أنس]، قال: حدَّثنا رجل قد قرأ القرآن في صدره في إمارة عمر بن الخطاب، فحدّث عن قوم يونس حيث أنذر قومَه فكذّبوه، فأخبرهم: أنه مصيبهم العذاب، وفارَقهم، فلما رأوْا ذلك وغشيَهم العذاب؛ لكنّهم خرجوا من مساكنهم، وصعدوا في مكان رفيع، وأنهم جأروا إلى ربّهم، ودعوْه مخلصين له الدين أن يكشف عنهم العذاب، وأن يرجع إليهم رسولهم، قال: ففي ذلك أنزل الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>