للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفه، وديس بطنه، وسُحب من بين يديه. وقد تقدم الفضل بن سهل إلى الأعوان بالغلظِ عليه والتّشديد حتى حبس، فمكث في الحبس أيامًا، ثم دسوا إليه فقتلوه وقالوا له: إنه مات (١).

[ذكر الخبر عن وثوب الحربية ببغداد]

وفي هذه السنة هاج الشَّغْب ببغداد بين الحربيّة والحسن بن سهل.

[ذكر الخبر عن ذلك وكيف كان]

ذُكر أنّ الحسن بن سهل كان بالمدائن حين شخص هرْثمة إلى خُراسان، ولم يزل مقيمًا بها إلى أن اتّصل بأهل بغداد والحربية ما صُنع به، فبعث الحسن بن سهل إلى عليّ بن هشام - وهو والي بغداد، من قبَله: أن أمطل الجندَ من الحربيَّة والبغداديين أرزاقَهم، ومنِّهم ولا تُعطهم. وقد كان الحسن قبل ذلك اتَّعدَهم أن يعطيَهم أرزاقهم، وكانت الحربيّة حين خرج هرثمة إلى خُراسان وثبوا وقالوا: لا نرضى حتى نطرد الحسن بن سهل عن بغداد؛ وكان من عمّاله بها محمد بن أبي خالد وأسد بن أبي الأسد، فوثبت الحربية عليهم فطردوهم، وصيّروا إسحاق بن موسى بن المهديّ خليفة للمأمون ببغداد؛ فاجتمع أهل الجانبين على


(١) أما أصل الخبر وأعني شخوص هرثمة إلى المأمون ثم موته هناك في السجن فصحيح وقد تحدث عن هذه الواقعة ابن قتيبة الدينوري والجهشياري. أما ابن قتيبة فقد ذكر زبدة الخبر فقال: ولما صار "هَرثمة" إلى "خُراسان". جرى بينه وبين "الفضل بن سهل" كلام بين يدي "المأمون"، فأمر بحَبسه، فُحبس بقبة في دار "المأمون"، فمكث فيها أيامًا تم أُخرج ميتا، فلُف في خَيشة، ودُفن في خَندق كان لأهل السجن بـ "مَرْو" (المعارف/ ١٩٧).
وكذلك تحدث المجهشياري عن هذه القصة بخبر طويل وفيه اختلاف عمّا ذكر الطبري ولكن الجهشياري يتفق مع الطبري أن ذا الرياستين قد ناصبه العداء وأن هرثمة أراد من سفره أن يحذّر المأمون من شر وزيره ذي الرياستين ولكن بعد فوات الأوان وكانت النتيجة أن أهين وضرب وسجن وقتل في السجن أو على الأقل أخرج ميتًا من السجن بعد أيام قلائل وانظر الجهشياري (الوزراء والكتاب/ ٣١٧).
أما خليفة فهو يرى أن هرثمة مات ليلة الأحد لثلاث خلون من المحرم سنة (٢٠١ هـ) (تأريخ خليفة/٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>