للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس أَخوك بالّذي إنْ تَشَعّبَتْ ... عليك الأمورُ ظَلَّ يلحَاك لائما

ثم مضى، فلم يزل يذكر الله عزّ وجلّ حتى دخل القصر (١). (٥: ٦٢/ ٦٣).

١١٤٥ - قال أبو مخنف: حدّثنا أبو جَناب الكلبيّ، عن عُمارة بن ربيعة، قال: خرجوا مع عليّ إلى صفين وهم متوادُّون أحبّاء، فرجعوا متباغضين أعداء، ما برحوا من عسكرهم بصِفّين حتى فشَا فيهم التحكيم، ولقد أقبلوا يتدافعون الطريقَ كله ويتشاتمون ويضطَرِبون بالسياط، يقول الخوارج: يا أعداء الله! أدهنتم في أمر الله عزّ وجل وحكَّمتم! وقال الآخرون: فارقتم إمامَنا، وفرّقتم جماعتَنا، فلمّا دخل عليّ الكوفة لم يدخلوا معه حتى أتوْا حَرُوراء، فنزل بها منهم اثنا عشر ألفًا، ونادى مناديهم: إنّ أمير القتال شَبَث بن رِبعيّ التميميّ، وأمير الصلاة عبد الله بن الكوّاء اليَشْكريّ، والأمر شُورَى بعد الفتح، والبيعة لله عز وجلّ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٢). (٥: ٦٣).

بعثة عليّ جعدةَ بن هُبيرة إلى خُراسان وفي هذه السنة بعث عليٌّ جَعدة بن هبيرةَ فيما قيلَ إلى خراسان

ذكر الخبر عن ذلك:

١١٤٦ - ذكر عليُّ بن محمد قال: أخبرنا عبد الله بن ميمون عن عمرو بن شُجَيرة، عن جابر، عن الشعبي، قال: بعث عليّ بعدما رجع من صفِّين جَعْدة بنَ هُبيَرة المخزومي إلى خُراسان، فانتهى إلى أبْرَشَهْر، وقد كفروا، وامتنعوا، فقدم على عليّ. فبعث خُليد بن قُرّة اليربوعيّ، فحاصر أهل نيسابور حتى صالحوه، وصالحه أهلُ مَرْو، وأصاب جاريتين من أبناء الملوك نزلتا بأمان، فبعث بهما إلى عليّ، فعرض عليهما الإسلام وأن يزوّجهما، قالتا: زوّجنا ابنيك، فأبى، فقال له بعض الدّهَاقين: ادفعهما إليّ، فإنه كرامة تُكرِمُنِي بها، فدفعهما إليه، فكانتا عنده، يفرش لهما الديباج، ويُطعِمهما في آنية


(١) إسناده تالف وفي متنه نكارة، وكيف يقول سيدنا علي: (أما إني أشهد من قتل منهم صابرًا محتسبًا بالشهادة) وعلم ذلك عند الله، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه عن ذلك.
(٢) إسناده تالف، وفي متنه ما ورد صحيحًا كما في رواية الطبري (٥/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>