للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها وعلى حرم المسلمين بها، فبلغ ذلك عليّ بن يحيى وهو قافل من إرمينيَة إلى ميّافارِقين، فنفر إليهم في جماعة من أهل مَيّافارِقين والسلسلة، فقُتل في نحو من أربعمئة رجل، وذلك في شهر رمضان.

* * *

[[شغب الجند والشاكرية ببغداد]]

وشغب الجند والشاكريّة ببغداد في هذه السنة في أوّل يوم من صفر (١).

* ذكر الخبر عن السبب في ذلك:

وكان السبب في ذلك أنّ الخبر لما اتّصل بأهل مدينة السلام وسامرّا وسائر ما قرب منهما من مُدُن الإسلام بمقتل عمر بن عبيد الله الأقطع وعلىّ بن يحيى الأرمنيّ - وكانا نابين من أنياب المسلمين، شديدًا بأسهما، عظيمًا غناؤهما عنهم في الثغور التي هما بها - شقّ ذلك عليهم، وعظم مقتلُهما في صدورهم، مع قُرْب أحدهما من مقتَل الآخر، ومع ما لحقهم من استفظاعهم من الأتراك قتْلَ المتوكل واستيلاءَهم على أمور المسلمين، وقتلهم من أرادوا قتله من الخلفاء واستخلافهم من أحبّوا استخلافه من غير رجوع منهم إلى ديانة، ولا نظر للمسلمين؛ فاجتمعت العامّة ببغداد بالصُّراخ والنداء بالنفير، وانضمت إليها الأبناء والشاكريّة تُظهر أنها تطلب الأرزاق؛ وذلك أوّل يوم من صفر، ففتحوا سجن نصر بن مالك، وأخرجوا مَنْ فيه وفي القنطرة بباب الجسر؛ وكان فيها جماعة - فيما ذكر - من رفوغ خراسان والصعاليك من أهل الجبال والمحمّرة وغيرهم، وقطعوا أحد الجسرين وضربوا الآخر بالنار، وانحدرت سُفُنه، وانتُهب ديوان قصص المحبّسين، وقطعت الدفاتر، وألقيت في الماء، وانتهبوا دار بشر وإبراهيم ابني هارون النصرانيّين كاتبي محمد بن عبد الله؛ وذلك كله بالجانب الشرقيّ من بغداد، وكان والي الجانب الشرقي حينئذ أحمد بن محمد بن خالد بن هرثمة، ثم أخرج أهلُ اليسار من أهل بغداد وسامُرّا أموالًا كثيرة من أموالهم، فقوّوا من خفَّ للنهوض إلى الثغور لحرب الرّوم بذلك؛


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>