للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٢ - فلمّا نزل هذا في عائشة وفيمنْ قال لها ما قال قال أبو بكر - وكان ينفِق على مِسْطَحِ لقرابته منه وحاجته: والله لا أنفِق على مِسْطح شيئًا أبدًا، ولا أنفعه بنفع أبدًا بعد الذي قال لعائشة، وأدخل علينا ما أدخل! قال: فأنزل الله عزَّ وجلَّ في ذلك: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} الآية.

قالت: فقال أبو بكر: والله لأحِبُّ أن يغفر الله لي. فرجع إلى مِسْطح نفقته التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا (١). (٢: ٦١٨).

ذكر الخبر عن عُمرة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي صدَّه المشركون فيها عن البيت، وهي قصّة الحُديبية

١٧٣ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا الحكَم بن بشير، قال: حدَّثنا عمر بن ذرّ الهمْدانيّ، عن مجاهد، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اعتمر ثلاث عُمَرٍ، كلّها في ذي القعدة؛


= ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا قالت عائشة: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال لزينب: ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرًا قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فعصمها الله بالورع.
قالت: وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك.
قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط ثمَّ قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: سبحانه الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط قالت: ثمَّ قتل بعد ذلك في سبيل الله.
وأما الجزء الأخير من رواية الطبري ونعني تنفيذ حدّ القذف بضرب مسطح وحسان وحمنة فقد أخرج الترمذي في سننه (٥ / ح ٣١٨١) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما نزل عذري قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدّهم).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن إسحاق.
والحديث أخرجه ابن ماجه (ح / ٢٧٦٥) وأما بالنسبة لما قالته السيدة عائشة - رضي الله عنها - عندما علمت بنزول آيات قرآنية ببراءتها فقد أخرج البخاري في صحيحه (ح ٤١٤٣) رواية في آخرها: (فأنزل الله عذرها. قالت: بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك).
والله تعالى أعلم.
(١) لقد صح هذا من قصة أبي بكر مع مسطح كما جاء في حديث البخاري ومسلم الآنف الذكر فليراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>