للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر عن صفة فعل إبراهيم وابنه الذي أمر بذبحه فيما كان أمر به من ذلك والسبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبحه]

والسبب في أمر الله عزَّ وجلَّ إبراهيم بذبح ابنه الذي أمره بذبحه فيما ذُكر: أنه إذ فارق قومَه هاربًا بدينه مهاجرًا إلي ربه متوجِّهًا إلي الشأم من أرض العراق دعا الله أن يهب له ولدًا ذكرًا صالحًا من سارَة فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [يعني بذلك ولدًا صالحًا من الصالحين] كما أخبر الله تعالى عنه فقال: {وَقَال إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)}. فلما نزل به أضيافُه من الملائكة الذين كانوا أرسلوا إلي المؤتفكة قوم لوط بشَّروه بغلام حليم عن أمر الله تعالى إياهم بتبشيره، فقال إبراهيم إذ بشر به: هو إذًا لله ذبيحٌ. فلما ولد الغلام وبلغ السعي قيل له: أوْفِ بنذرك الذي نذرتَ لله.

ذكر من قال ذلك: (١) (١: ٢٧٢).

٤٢١ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثني عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ في خبر ذكره عن أبي مالك. وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة الهمْداني، عن عبد الله- وعن ناس من أصحاب رسول الله قال: قال جبرئيل - عليه السلام - لسارة: أبشري بولد اسمه إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فضربتْ جبينها عجبًا، فذلك قوله: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} وقالت: {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيخًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣)}. قالت سارة لجبْرَائيل: ما آية ذلك؟ فأخذ بيده عودًا يابسًا فلواه بين أصابعه فاهتزّ أخضَر، فقال إبراهيم: هو إذًا لله ذبيح، فلما كبر إسحاق أتِيَ إبراهيم في النوم فقيل له: أوْف بنذرك الذي نذرتَ؛ إن رزقك الله غلامًا من سارة أن تذبحه. فقال لإسحاق: انطلق فقرّبْ قربانًا إلي الله. وأخذ سكينًا وحبلًا، ثم انطلق معه حتى إذا ذهب بهِ بين الجبال قال له الغلام: يا أبت، أين قربانك؟ قال: يا بنيّ إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري.


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>