للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينار وعمرو بن عبيد، عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ: أنه كان لا يشكّ في ذلك أن الذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل (١). (١: ٢٧٠).

٤١٩ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: قال محمد بن إسحاق: سمعت محمد بن كعب القرظيّ يقول ذلك كثيرًا (٢). (١: ٢٧٠).

٤٢٠ - وأما الدلالة من القرآن التي قلنا: إنها علي أن ذلك إسحاق أصحّ، فقوله تعالى مخبرًا عن دعاء خليله إبراهيم حين فارق قومَه مهاجرًا إلي ربّه إلي الشام مع زوجته سارة، فقال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)}، وذلك قبل أن يعرف هاجر، وقبل أن تصير له أم إسماعيل، ثم أتبع ذلك ربنا عزَّ وجلَّ الخبر عن إجابته دعاءه، وتبشيره إياه بغلام حليم، ثم عن رؤيا إبراهيم أنه يذبح ذلك الغلام حين بلغ معه السعيَ، ولا يُعْلَم في كتاب ذكرٌ لتبشير إبراهيم بولَد ذكَر إلا بإسحاق، وذلك قوله: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} وقوله: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩)} ثم ذلك كذلك في كلِّ موضع ذُكر فيه تبشير إبراهيم بغلام؛ فإنما ذكر تبشير الله إياه به من زوجته سارَة، فالواجبُ أن يكون ذلك في قوله: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١)} نظير ما في سائر سور القرآن من تبشيره إياه به من زوجته سارة.

وأما اعتلال من اعتلَّ بأن الله لم يكن يأمر إبراهيم بذبح إسحاق، وقد أتته البشارة من الله قَبْل ولادته بولادته وولادة يعقوب منه من بعده، فإنها علَّة غير موجبة صحةَ ما قال، وذلك أن الله إنما أمر إبراهيم بذبح إسحاق بعد إدراك إسحاق السعيَ. وجائز أن يكون يعقوب وُلد له قبل أن يؤمر أبوه بذبحه، وكذلك لا وجه لاعتلال من اعتلّ في ذلك بقرْن الكبش أنه رآه معلقًا في الكعبة، وذلك أنه غيرُ مستحيل أن يكون حُمِل من الشأم إلي الكعبة فعلِّق هنالك (٣). (١: ٢٧١).


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>