للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما هرثمة بن النضر الخُتَّليّ، فكان واليًا على المراغة، وكان في عداد مَنْ سَمّاه العباس أنه من أصحابه؛ فكتب في حمله في الحديد، فتكلّم فيه الأفشين، واستوهبه من المعتصم، فوهبه له، فكتب الأفشين كتابًا إلى هرثمة بن النضر يعلمه أنّ أمير المؤمنين قد وهبه له، وأنه قد ولّاه البلد الذي يصل إليه الكتاب فيه، فورد به الدينور عند العشاء مقيّدًا، فطرح في الخان، وهو موثَقٌ في الحديد، فوافاه الكتاب في جُنح الليل، فأصبح وهو والي الدّينور.

وقُتل باقي القواد ومَنْ لم يُحفظ اسمه من الأتراك والفراغنة وغيرهم، قُتلوا جميعًا (١).

وورد المعتصم سامراء سالمًا بأحسن حال، فسُمّي العباس: اللعين يومئذ، ودفع ولد سندُس من ولد المأمون إلى إيتاخ، فحبِسوا في سرداب من داره ثم ماتوا بعدُ.

وجرح في هذه السنة في شوال إسحاقُ بن إبراهيم، جرحه خادم له.

وحجّ بالناس فيها محمد بن داود (٢)

ثم دخلت سثة أربع وعشرين ومائتين ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

* * *

[[ذكر الخبر عن مخالفة مازيار بطبرستان]]

فمما كان فيها من ذلك إظهار مازيار بن قارن بن ونداهُرْمز بطبرستان الخلافَ


(١) ٨/ ٧٩/ (٢٥٠) انظر لمقتل عجيف وغيره المنتظم [١١/ ٨٥].
(٢) وقال البسوي (وكان حاضرًا الحج تلك السنة) حجّ بنا محمد بن داود وخرج في الثمان من مكة ودخلها بعمرة وقصر الصلاة في إقباله وبمكة يخرج من داره - دار الإمارة - ويصلي بالناس ركعتين ووقع الناس في ذلك في جهاد مكروه كل رجل من أهل العلم ينكرون ذلك من فعله وأنشأ الحج وحجّ بنا على هذا السبيل [المعرفة ١/ ٧٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>