للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقام هناك، وأمر أصحابه باتخاذ الأكواخ، وهذه السبخة متوسطة النخل والقرى والعمارات، وبثّ أصحابه يمينًا وشمالًا يغير بهم على القرى، ويقتل بهم الأكرة وينهب أموالهم، ويسوق مواشيَهم.

فهذا ما كان من خبره وخبر الناس الذين قربوا من موضع مخرجه في هذه السنة.

* * *

ولليلتين بقيتا من ذي القعدة منها حُبس الحسن بن محمد بن أبي الشوارب القاضي، ووُلِّي عبد الرحمن بن نائل البصريّ قضاء سامرّا في ذي الحجة منها (١).

وحجّ بالناس فيها عليّ بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عليّ (٢).

* * *

[ثم دخلت سنة ست وخمسين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث الجليلة]

[ذكر الخبر عن وصول موسى بن بغا إلى سامرّا واختفاء صالح]

فمن ذلك ما كان من موافاة موسى بن بُغا سامُرّا واختفاء صالح بن وصيف لمقدَمه، وحَمْل من كان مع موسى من قوّاد المهتدي من الجوسق إلى دار ياجور (٣).

ذكر أنّ دخول موسى بن بغا سامرّا بمن معه كان يوم الإثنين لإحدى عشرة ليلة خلتْ من المحرّم من هذه السنة؛ فلما دخلها أخذ في الحَيْر، وعبّأ أصحابه ميمنة وميسرة وقلبًا في السلاح، حتى صار إلى باب الحَيْر مما يلي الجوسق والقصر


(١) انظر أخبار قصاء القضاة بـ"سرَّ من رأى وبغداد" [أخبار القضاة للقاضي وكيع/ ٦٨٣].
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٨٩).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>