للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالا: وبايع النّاس كلهم (١). (٤: ٤٣٥).

قال أبو جعفر: وسمح بعد هؤلاء الذين اشترطوا الذين جيء بهم، وصار لأمر أمر أهل المدينة، وكانوا كما كانوا فيه، وتفرّقوا إلى منازلهم لولا مكان النّزاع، والغوغاء فيهم (٢). (٤: ٤٣٥).

اتساق الأمر في البيعة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام

٩١٧ - وبويع عليّ يوم الجمعة لخمسٍ بقين من ذي الحجّة -والناس يحسبُون من يوم قتل عثمان رضي الله عنه- فأوّل خطبة خطبها عليّ حين استُخلف -فيما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن سليمان بن أبي المغيرة، عن عليّ بن الحسين- حمِد الله وأثنى عليه، فقال:

إنّ الله عزّ وجلّ أنزل كتابًا هاديًا بيَّن فيه الخير، والشرّ، فخذوا بالخير، ودعوا الشرّ. الفرائض أدّوها إلى الله سبحانه يؤدكم إلى الجنَّة. إنّ الله حرّم حُرَمًا غير مجهولة، وفضّل حُرْمة المسلم على الحُرم كلّها، وشدّ بالإخلاص، والتوحيد المسلمين. والمسلم مَن سلم النّاس من لسانه ويده إلا بالحقّ، لا يحلّ أذى المسلم إلّا بما يجب. بادروا أمر العامة، وخاصّة أحدكم الموتُ، فإنّ الناس أمامكم، وإن ما من خلفكم الساعةُ تحدوكم. تخفّفوا؛ تلحقوا، فإنما ينتظر الناس أخراهم. اتقوا الله عبادَه في عباده، وبلاده، إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله عز وجلّ ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير؛ فخذوا به، وإذا رأيتم الشرّ؛ فدعوه، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ}.

ولما فرغ عليّ من خطبته وهو على المنبر قال المصريون:

خُذْها ... واحْذَرًا أبا حَسَنْ ... إنَّا نمِرُّ الأمْرَ إمْرارَ الرَّسَنْ

وإنما الشعر:

خذها إليكَ واحذرًا أبا حَسَنْ

فقال عليٌّ مجيبًا:


(١) إسناده ضعيف.
(٢) لا إسناد له.

<<  <  ج: ص:  >  >>