للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البصريّون إلى الزبير بصريًّا، وقالوا: احذر لا تحادّه -وكان رسولهم حُكَيم بن جبلة العبديّ في نفر- فجاؤوا به يحِدّونه بالسيف. وإلى طلحة كوفيًّا، وقالوا له: احذر لا تحادّه، فبعثوا الأشتر في نَفر، فجاؤوا به يحدّونه بالسيف. وأهلُ الكوفة وأهل البصرة شامتون بصاحبهم، وأهل مصر فرحون بما اجتمع عليه أهلُ المدينة، وقد خشّع أهلَ الكوفة وأهل البصرة أن صاروا أتباعًا لأهل مصر وحِشْوة فيهم، وازدادوا بذلك على طلحة، والزّبير غيظًا، فلما أصبحوا من يوم الجمعة؛ حضر الناس المسجد، وجاء عليّ حتى صعد المنبر، فقال: يا أيّها الناس -عن ملأ وإذن- إنّ هذا أمرُكم ليس لأحد فيه حق إلّا من أمرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر، فإن شئتم قعدت لكم، وإلّا فلا أجد على أحد. فقالوا: نحن على ما فارقناك عليه بالأمس. وجاء القوم بطلحة، فقالوا: بايع، فقال: إني إنّما أبايع كرهًا، فبايع -وكان به شلل- أوّل الناس، وفي الناس رجل يعتاف، فنظر من بعيد، فلما رأى طلحة أوّل من بايع قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! أوّل يدٍ بايعت أمير المؤمنين يدٌ شلّاء، لا يتمّ هذا الأمر! ثم جيء بالزبير، فقال مثل ذلك، وبايع -وفي الزّبير اختلاف- ثمّ جيء بقوم كانوا قد تخلّفوا، فقالوا: نُبايع على إقامة كتاب الله في القريب، والبعيد، والعزيز، والذّليل، فبايعهم؛ ثمّ قام العامَّة، فبايعوا (١). (٤: ٤٣٤/ ٤٣٥).

٩١٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي زُهير الأزديّ، عن عبد الرحمن بن جندَب، عن أبيه، قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه، واجتمع الناس على عليّ؛ ذهب الأشْتَر فجاء بطلحة، فقال له: دعنى أنظر ما يصنع الناس، فلم يدَعه، وجاء به يتُلُّه تَلًّا عنيفًا، وصعد المنبر فبايع (٢). (٤: ٤٣٥).

٩١٦ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة،


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة كما ذكرنا فإن الصحابة بدؤوا بالبيعة في اليوم الذي قتل فيه سيدنا عثمان ولم تكن البيعة تحت تهديد الخارجين وما كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بهذه الدرجة من الخوف من الناس، ولكن سيفًا وراويته (شعيب) يأبيان إلا أن يحرفا الحقائق فلا حول ولا قوة إلا بالله. والروايات الصحيحة التي ذكرنا في قسم الصحيح تكذب ذلك.
(٢) إسناده ضعيف ومتنه منكر كما ذكرنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>