للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان رضي الله عنه؛ أتى الناسُ عليًّا وهو في سوق المدينة، وقالوا له: ابسُط يدك نبايعْك، قال: لا تعجلوا فإنّ عمر كان رجلًا مباركًا، وقد أوصى بها شورى، فأمهِلوا يجتمع الناس، ويتشاورون. فارتدّ الناس عن عليّ؛ ثم قال بعضهم: إن رجع الناس إلى أمصارهم بقَتْل عثمان ولم تقْم بعده قائم بهذا الأمر؛ لم نأمن اختلافَ الناس، وفساد الأمة، فعادوا إلى عليّ، فأخذ الأشْتَرُ بيده فقبضها عليّ، فقال: أبعد ثلاثة! أمَا والله لئن تركتها لتقصرنّ عَنيتَك عليها حينًا، فبايعته العامَّة. وأهل الكوفة يقولون: إنّ أوّل من بايعه الأشْتر (١). (٤: ٤٣٣).

٩١٢ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي حارثة وأبي عثمان، قالا: لما كان يوم الخميس على رأس خمسة أيام من مقتل عثمان رضي الله عنه؛ جمعوا أهل المدينة فوجدوا سعدًا، والزّبير خارجيْن، ووجدوا طلحة في حائط له، ووجدوا بني أميَّة قد هربوا إلّا من لم يُطِق الهرب، وهرب الوليد، وسعيد إلى مكة في أوّل من خرج، وتبعهم مروان، وتتابع على ذلك مَنْ تتابع، فلما اجتمع لهم أهلُ المدينة، قال لهم أهل مصر: أنتم أهل الشورى، وأنتم تعقدون الإمامةَ، وأمركم عابر على الأمة، فانظروا رجلًا تنصّبونه، ونحن لكم تبَع. فقال الجمهور: عليّ بن أبي طالب نحن به راضون (٢). (٤: ٤٣٣/ ٤٣٤).

٩١٣ - وكتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: فقالوا لهم: دونكم يا أهل المدينة فقد أجّلناكم يومين، فوالله لئن لم تفرُغوا لنقتلنّ غدًا عليًّا، وطلحة، والزّبير، وأناسًا كثيرًا! فغشي الناس عليًّا، فقالوا: نُبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام؛ وما ابتُلينا به من ذوي القُربى، فقال عليّ: دعوني، والتَمِسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرًا له وجوه، وله ألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول. فقالوا: ننشدُك الله ألا ترى ما نرى؟ ! ألا ترى الإسلام؟ ! ألا ترى الفتنة! ألا تخاف الله؟ ! فقال: قد أجبتكم لما أرى، واعلموا إن أجبتكم، ركبتُ بكم ما أعلم، وإن تركتموني؛ فإنما أنا كأحدكم، إلّا أني أسمعكم، وأطوَعكم لمن ولّيتموه أمركم. ثمّ افترقوا على ذلك، واتّعدوا الغد. وتشاور الناس فيما بينهم وقالوا: إن دخل طلحة، والزبير، فقد استقامت. فبعث


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا ومتنه منكر كما سبق أن أشرنا في (٤/ ٤٣٢/ ٩٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>