قال ابن كثير: واستفحل ابن الزبير ببلاد الحجاز وما والاها، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة هناك، واستناب على أهل المدينة أخاه عبيد الله بن الزبير، وأمره بإجلاء بني أمية عن المدينة فأجلاهم فرحلوا إلى الشام، وفيهم مروان بن الحكم وابنه عبد الملك، ثم بعث أهل البصرة إلى ابن الزبير بعد حروب جرت بينهم وفتن كثيرة يطول استقصاؤها، غير أنهم في أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نحوًا من أربعة أمراء من بينهم، ثم اضطربت أمورهم، ثم بعثوا إلى ابن الزبير وهو بمكة يجلبونه لأنفسهم، فكتب إلى أنس بن مالك ليصلي بهم. [البداية والنهاية (٦/ ٢٩)]. (١) أما إسناد الطبري فلا يستقيم لأنه من طريق الواقدي وهو متروك إلَّا أن الحدث الذي تحدث عنه الواقدي في المتن فصحيح فقد أخرج مسلم في صحيحه [ح ٤٠٢/ ١٣٣٣] عن عطاء قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يحرّبهم -أو يجزئهم- على أهل الشام فلما صدر الناس قال: يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها -أو أصلح ما وهي منها، فقال ابن عباس: ... الحديث، وفيه (فنقضوه حتى بلغوا به الأرض) ... إلى آخر الحديث. الذي سنذكره في نهاية الفصل عند الحديث عن سيدنا عبد الله بن الزبير بعد انتهاءنا من فترة حكمه رضي الله عنه وأرضاه.