للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام مروان بن الحَكَم، فقال: إن شئتم حَكّمنا واللهِ بيننا وبينكم السيفَ، نحن والله وأنتم كما قال الشاعر:

فَرَشْنا لَكُمْ أعْراضَنا فَنَبَتْ بكُمْ ... مَعارسُكُم تَبْنُونَ في دِمَنِ الثَّرَى

فقال عثمان: اسكت لا سكتَّ، دعني وأصحابي، ما منطقُك في هذا! ألم أتقدّم إليك ألَّا تنطق! فسكَت مرْوان، ونزل عثمان (١). (٤: ٣٣٦/ ٣٣٧ / ٣٣٨/ ٣٣٩).

[ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فمما كان فيها من ذلك نزول أهل مصرَ ذا خُشُب، حدّثني بذلك أحمد بنُ ثابت عمن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال: كان ذو خُشُب سنةَ خمس وثلاثين، وكذلك قال الواقديّ.

ذكر مسير من سار إلي ذي خُشُب من أهل مصرَ وسبب مسير مَنْ سار إلى ذي المرْوة من أهل العراق

٧٩٣ - فيما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عطية، عن يزيدَ الفَقْعِميّ، قال: كان عبد الله بن سَبَأ يهوديًّا من أهل صَنْعاء، أمّه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثم تنقّل في بُلدان المسلمين، يحاول ضلالَتهم، فبدأ بالحجاز، ثم البَصرة، ثم الكوفة، ثم الشأم، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشأم، فأخرجوه حتى أتى مصرَ، فاعتَمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: لَعَجبٌ ممن يزعم أنّ عيسى يرجع، ويكذّب بأنّ محمدًا يرجع، وقد قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}. فمحمد أحقّ بالرجوع من عيسى. قال: فقبل ذلك عنه، ووضع لهم الرّجعة، فتكلموا فيها. ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبيّ، ولكلّ نبيّ وصيّ، وكان عليّ وصيّ محمد؛ ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعليّ خاتمُ الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: مَن أظلمُ


(١) في إسناده الواقدي، وهو متروك وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>